إن القرآن الكريم أشار إلي أربعة أنبياء ـ عليهم السلام ـ دعوا الله فإستجاب لهم سريعاً.
أولهم كان نوح ـ عليه السلام ـ حيث دعا قومه نحو ألف عام ليؤمنوا وبعد ذلك رفع يده إلي ربه قائلاًَ "فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" (الشعراء / 118).
فإستجاب الله دعاءه "وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ" (الأنبياء / 76).
والثاني كان أيوب ـ عليه السلام ـ حيث عاني كثيراً من المرض ومات أهله وبقي وحيداً حيث لم يقرب منه أحد بسبب إصابته بمرض معدي فدعي ربه " وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" (الأنبياء / 83) فإستجاب له ربه " فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ" (الأنبياء / 84).
والثالث كان يونس ـ عليه السلام ـ عندما سئل ربه وهو في بطن الحوت "وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" (الأنبياء /87) فقال الله تعالي " فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ" (الأنبياء / 88).
والرابع زكريا ـ عليه السلام ـ حيث دعي ربه بعد أن رزق عمران ـ عليه السلام ـ بغلام أن يأتيه كما وهب من فضله عمران ـ عليه السلام ـ بعد دعت زوجة عمران "إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (آل عمران /35) فعمل زكريا ـ عليه السلام ـ مثلما عملت زوجة عمران وإستجاب له ربه ورزقه بغلام.