والإنفاق في الشريعة يعني هبة مال لآخر بحاجة إليه ويحثّ القرآن الكريم علي الإنفاق في سبيل الله مما نحبّ ليرفعنا الله بذلك الإنفاق.
و"البرّ" مفردة قرآنية تعني الإحسان ونشر الخير، ووعد الإنسان بأنه سينال البرّ الذي يطمح اليه بشرط وهو الإنفاق في سبيل الله.
وقال الله سبحانه وتعالي في الآية الـ92 من سورة "آل عمران" المباركة "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" وقيل إن البر في الآية الكريمة يعني الجنة والخير الكثير والدخول في الصالحين.
ويقول المفسر القرآني الكبير العلامة الطباطبايي إن أهمية إنفاق المال لنيل البرّ جاء لأهمية المال في حياة البشر ولرغبة البشر في المال أكثر من أي شئ آخر فهو يجمع المال ويعده من نفسه وجزء من حياته وإن خسره يظن خسر الحياة وهذا الذي جعل البر جزاء لإنفاقه في سبيل الله.
ويشير الباحث الايراني في الدراسات القرآنية والمفسر للقرآن الكريم الشيخ قرائتي في تفسير آية الإنفاق الى النقاط التالية:
1 ـ السبيل الوحيد لنيل البرّ هو الإنفاق بإخلاص.
2 ـ الإنفاق لا يهدف إلي زوال الفقر فقط، إنما الإنفاق في الإسلام طريق نحو نمو الذات وتطورها.
3 ـ التمسك بالدنيا يمنع البشر من النيل بالبرّ.
4 ـ سعادة الإنسان رهن الرؤية الإجتماعية الكريمة.
5 ـ أحب شيء إلي الإنسان هو النفس فالشهداء هم أعلي مقاماً عند الله.
6 ـ أنفق مما تحبّ وليس ما يحبّه الفقراء.
7 ـ الإنسان الإلهي يتحكم بالمال والثروة وليس العكس.
8 ـ المعيار هو كيفية الإنفاق وليس الكمية وذلك لقوله تعالى: "مما تحبون".
9 ـ الإسلام مدرسة لتعليم حب الناس وليس لتعليم حب المال. "تنفقون مما تحبون".
10 ـ لا إفراط في الإنفاق ولا تفريط (مِمَّا تُحِبُّونَ)
11 ـ حبّ المال في نفس الإنسان وهي رغبة كل البشر.
12 ـ أصل الإنفاق مهم ولو كان قليلاً (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ)
13 ـ عندما نعلم أن الله عليم بما ننفق فلماذا البخل في ذلك؟ (فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ).