وقالت وزارة الخارجية في بيان: "باكستان لاحظت، بقلق عميق، مزاعم وزير الدفاع الأفغاني بالإنابة فيما يتعلق باستخدام المجال الجوي الباكستاني في عمليات طيران مسيرة لمكافحة الإرهاب في أفغانستان".
واعتبرت الوزارة أنّ الاتهام الأفغاني "ادعاء تخميني، من دون دليل، يتحدى قواعد السلوك الدبلوماسي المسؤول"، مؤكدةً أنّ إسلام آباد "مؤمنة بسيادة جميع الدول وسلامتها الإقليمية، وتدين الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره".
وكان القائم بأعمال وزير الدفاع في الحكومة الأفغانية الملا محمد يعقوب أفاد، في وقت سابق، بأنّ باكستان سمحت لطائرات أميركية مسيّرة باستخدام مجالها الجوي للوصول إلى أفغانستان.
وأضاف يعقوب في مؤتمر صحافي في كابول: "وفقاً لمعلوماتنا، فإنّ الطائرات المسيّرة تدخل أفغانستان عبر باكستان، وتستخدم المجال الجوي الباكستاني"، طالباً من باكستان وقف ذلك.
ومطلع الشهر الجاري، أعلنت واشنطن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بغارة أميركية عبر طائرة مسيرة على منزل في كابول، ليعقب ذلك تقارير إعلامية أشارت إلى أنّ باكستان قدمت دعماً لواشنطن لتنفيذ هذه العملية. ونفت إسلام آباد المساهمة في عملية مقتل الظواهري أو تقديم أي دعم لواشنطن لتنفيذها.
وسيطرت حركة "طالبان" على السلطة في أفغانستان، في 15 آب/أغسطس 2021، تزامناً مع انسحاب قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من البلاد. وشكّلت حكومة موقتة لإدارة شؤون البلاد، بعد تفكك الحكومة السابقة الموالية للرئيس أشرف غني، الذي غادر البلاد قبيل وصول مقاتلي الحركة إلى كابول، من دون مقاومة تذكر.
ولم تعترف دول العالم بالحكومة التي شكلتها "طالبان" حتى الآن، مشترطةً وفاءها بعدة شروط، في مقدمتها ضمان الحريات، وألاّ تصبح الأراضي الأفغانية نقطة انطلاق للأعمال الإرهابية، وفق ما تقول.
وتسعى الحركة لانتزاع اعتراف دولي بحكمها لأفغانستان، وتحسين صورتها أمام العالم، من أجل استعادة دعم ضروري لمواجهة تحديات اقتصادية خانقة.