وانتهت الحملة على نحو مفاجئ مثلما بدأت، واحتُجز عشرات من الأمراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون في الرياض بأوامر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وخارج اطار القانون في نوفمبر 2017 في حملة وصفها مراقبون ابتزازا وحيلة لتعزيز النفوذ.
ولم تتضح الاتهامات التي واجهها المحتجون أو شروط الإفراج عنهم، وتم الإفراج عن معظم الذين احتجزوا خلال الحملة في غضون بضعة أشهر بعد أن توصلوا إلى تسويات شملت تنازلهم عن أجزاء كبيرة من ثرواتهم واستحوذ بموجبها بن سلمان على مليارات الدولارات، وذكرت تقارير أن بعضهم تعرضوا للتعذيب.
ويعتبر الأمير الوليد بن طلال من أبرز المحتجزين، وقد تحدثت تقارير غربية عن أن حرية الوليد كلفته 7 مليارات دولار.
وزعم بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي، الأربعاء، قائلا: إن "اللجنة أنجزت المهام المنوطة بها وفق الأمر الملكي وحققت الغاية المرجوة من تشكيلها "، مشيرا إلى أن بن سلمان طلب من والده الموافقة على إنهاء أعمالها.. وقد وجه بالموافقة على ذلك“
وأضاف البيان "أنه تم استدعت 381 شخصا، بعضهم للإدلاء بشهاداتهم في إطار الحملة التي بدأت في نوفمبر2017 ونتج عنها استعادة أكثر من 400 مليار ريال (106 مليارات دولار) من خلال إجراءات تسوية مع 87 شخصا بعد إقرارهم بما نسب إليهم وقبولهم للتسوية، وصودرت لديهم عقارات وشركات وأوراق مالية وغير ذلك.
وفي بداية الحملة جرى احتجاز الكثير من الشخصيات الاقتصادية والسياسية البارزة بالمملكة في فندق ريتز كارلتون في الرياض لنحو ثلاثة أشهر، ووردت أنباء عن تعرض بعض الموقوفين للتعذيب وهو ما نفته السلطات.
من جهتها اعتبرت كارين يونج الباحثة المقيمة بمعهد أمريكان إنتربرايز في واشنطن أنه من الصعب القول ما إذا كانت الحملة ناجحة.
ووصف منتقدون الحملة بأنها عملية ابتزاز واستغلال للسلطة من قبل الأمير محمد كما أزعجت الحملة بعض المستثمرين الأجانب الذي سعى لجذبهم.
وطالت الحملة أمراء بارزين مثل الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني وحاكم الرياض السابق الأمير تركي بن عبد الله.
وقال مسؤول سعودي في ذلك الوقت إن السلطات أفرجت عن الأمير متعب بعد أسابيع من احتجازه بعد موافقته على دفع ما يربو على مليار دولار، ولم ترد أنباء بشأن الأمير تركي منذ ذلك الحين.
وتحمل الرياض سجلا أسودا في مجال حقوق الإنسان، وزاد مؤخرا الانتقادات الدولية للسعودية بسبب جرائمها الوحشية في اليمن التي تسببت بأسوأ كارثة إنسانية في اليمن، كما شوه مقتل الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر داخل قنصلية بلادة في اسطنبول صورة ولي العهد في الغرب.