وقال المقداد خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الثلاثاء في موسكو، مع وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف": ناقشنا خلال جلسة مباحثات مطولة ومعمقة علاقاتنا الاستراتيجية ومواقف بلدينا الصديقين على صعيد الأوضاع التي تمر بها منطقة غرب اسيا وعلى صعيد الامم المتحدة.
وأضاف أن "روسيا وقفت خلال السنوات الماضية إلى جانب سوريا في حربها على الإرهاب المدعوم من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي تدعي انها تحارب الإرهاب لكنها في الحقيقة تدعم هذا الإرهاب الذي دمر البنى التحتية والاقتصاد السوري".
وأوضح وزير خارجية سوريا، أن مباحثاته مع لافروف تركزت أيضاً على الدعم الذي تقدمه روسيا لسوريا في المجالات كافة رغم الحصار الاقتصادي الذي يفرضه الغرب على البلدين وفي مواجهة التنظيمات الإرهابية المدعومة من بعض الدول التي لا تجد حرجا في إعلان دعمها لهذه التنظيمات".
وبين المقداد أن الولايات المتحدة الامريكية تواصل احتلال أجزاء من شمال شرق سوريا ودعمها ميليشيات انفصالية بالمال والسلاح ونهبها بالتعاون مع هذه الميليشيات ثروات الشعب السوري، حيث أخرجت خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من 500 صهريج معبأة بنفط سوري مسروق؛ مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة دون انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من سوريا ووقف دعمها التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية.
وصرح الوزير السوري: على الميليشيات الانفصالية المدعومة من واشنطن أن تعي أن مصلحتها تكمن في وقوفها إلى جانب الجيش السوري في الدفاع عن وحدة سوريا واستقلالها والتراجع عن تعاونها مع المحتل الأمريكي؛ فمن لا يقف إلى جانب وطنه لا وطن له وعلى هذا الأساس سوريا مصرة على الحفاظ على وحدة أرضها وشعبها.
واستطرد، ان الشيء ذاته ينطبق على الاحتلال التركي في شمال غرب سوريا؛ مطالبا بخروج القوات التركية من جميع الأراضي التي يحتلها ووقف دعمه للتنظيمات الإرهابية والتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.
واكد المقداد على "ثقة سوريا الكاملة بالصديقين الروسي والإيراني"؛ مبينا ان "الرئيسين فلاديمير بوتين وإبراهيم رئيسي قاما خلال قمة الدول الضامنة لأستانا في طهران بدور يدل على الحكمة والحرص المشترك لإنهاء التدخلات التي تقوم بها قوى يجب أن تحترم سيادة سوريا ووحدة أراضيها".
واردف : إن بيان القمة يلبي تطلعات سوريا إلى حد كبير بتأكيده الالتزام بسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها ورفض أي تحركات انفصالية وإدانة الاعتداءات "الإسرائيلية".
وحول استئناف العلاقات بين دمشق وانقرة، قال: نحن نؤكد على المبادرات والجهود التي تبذلها روسيا وإيران لإصلاح ذات البين مع تركيا، لكن في الوقت ذاته نشدد على أنه لا يمكن الوثوق بمن يرعى الإرهاب ويدعمه فهناك استحقاقات يجب ان تتم على أساس احترام سيادة الدول وإنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل مشكلات المياه بين البلدين.
في المقابل اشار وزير الخارجية الروسي الى مباحثاته مع نظيره السوري، حول "تعزيز التعاون الثنائي وتطوير العلاقات بين البلدين في جميع المجالات.
واضاف لافروف خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المقداد، انه "فيما يتعلق بالاقتصاد أكدنا على دور اللجنة الروسية السورية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني واتفقنا على عقد اجتماع لها نهاية العام الجاري وبحثنا تقديم الدعم الإنساني لسوريا وضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي اتخذت في الأشهر الماضية لدعم مشاريع بناء البنية التحتية فيها كما ناقشنا نتائج قمة الدول الضامنة لمسار أستانا في طهران وجددنا التأكيد على ضرورة حل الأزمة السورية سياسياً ورفض أي تدخلات خارجية في شؤونها".
وتابع: كما أكدنا ضرورة دعم المجتمع الدولي لعودة اللاجئين السوريين بعيداً عن التسييس الذي تمارسه الدول الغربية وجددنا إدانة اعتداء (إسرائيل) على الأراضي السورية وأعربنا عن القلق من مواصلة استهداف المنشآت الحيوية في هذا البلد، كما حصل في مطار دمشق الدولي؛ مشدداً على ضرورة التزام الكيان الصهيوني بقرارات الأمم المتحدة واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وزير الخارجية الروسي اشار ايضا الى مباحثاته مع المقداد، عن الوجود الأمريكي غير الشرعي في الأراضي السورية ودعم واشنطن للانفصاليين وخرقها قرارات الأمم المتحدة وعن الوضع في غرب اسيا؛ قائلا: نحن مرتاحون لعودة العلاقات بين سوريا وعدد من الدول العربية ونؤكد استعدادنا لتطوير هذا النهج الإيجابي".
وحول إحياء "الاتفاق النووي"، اكد لافروف على أن "الولايات المتحدة هي من تعرقل جهود إحيائه وأن إيران قدمت ردها على النص المقترح من قبل الاتحاد الأوروبي في مفاوضات فيينا وبقي أن تقدم واشنطن ردها".