وشددت الحركة في بيان صحفي، في الذكرى الـ53 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، على أن مرور هذه العقود على إحراق أولى القبلتين، لا يعني أبداً أن الشعب الفلسطيني ينسى حقه بمرور السنين، بل إن كل لحظة تمر عليه يزداد تمسكاً بحقوقه، وترتفع عنده روح التصميم على تحرير أرضه واسترداد ما سلبه العدو.
واعتبرت الحركة، أن محاولات التهويد وصبغ المدينة المقدسة بالصبغة الصهيونية، لن تغير من الواقع شيئاً، فالقدس ستظل عربية إسلامية، بمآذنها وقبابها وكنائسها وشوارعها وحاراتها، وبكل شبر فيها.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على أن القدس هي جوهر الصراع مع العدو الصهيوني، وأن استردادها وتحريرها واجب على كل عربي ومسلم، وأن المقاومة بكل أشكالها هي السبيل الوحيد لتحقيق ذلك.
ووجهت، التحية لأهلنا المرابطين الصامدين في ربوع القدس المحتلة وفي ساحات المسجد الأقصى، ولكل شبل وشاب وشيخ وفتاة صرخوا هناك في وجه العدو ومستوطنيه معلنين أن الأقصى لنا والقدس لنا.
كما دعت جماهير شعبنا في كل مكان إلى مواصلة الدفاع عن المسجد الأقصى، وبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل إبقائه منارة للمسلمين، لا وكراً للمستوطنين المحتلين.
كما وجهت التحية لشهدائنا وأسرانا ومعتقلينا، ولكل أبناء شعبنا في غزة والقدس والضفة والداخل المحتل في أراضي الـ48، ولأهلنا في مخيمات اللجوء والشتات.
وقالت الحركة: "تمر علينا اليوم الأحد 21 أغسطس، الذكرى الثالثة والخمسون لإحراق المسجد الأقصى عام 1969 على يد المتطرف اليهودي مايكل دينس روهن، الذي كان يحمل الجنسية الأسترالية".
وتابعت: "لقد أصاب هذا الحادث المؤلم جسد الأمة الإسلامية كلها، وكشف ضعف كثير من الأنظمة العربية التي تقع عليها مسؤوليات حماية فلسطين والقدس، عندما مرّت تلك الجريمة دون أن تغضب لها فوهات البنادق والمدافع!
وأضافت: "لم تتوقف آثار الحريق، فها هي جراحاتنا في القدس تنكأ بشعبنا الفلسطيني وتزداد نزفاً فوق نزفها، اقتحامات مستمرة تطال قرى ومدن الضفة والقدس، إعدامات واعتقالات وملاحقات لشبابنا وشيوخنا وأطفالنا، هدم للبيوت ومصادرة للأراضي، وحفريات متواصلة أسفل الأقصى توشك أن تنتهي بنتائج كارثية.
واستطردت: "لعل أخطر ما يتعرض له المسجد الأقصى اليوم، استعار حملات التهويد التي تتخذ اشكالاً متعددة، كمصادرة الأراضي وإغلاق المؤسسات وفرض الضرائب وطرد السكان من بيوتهم، إضافة إلى ارتفاع وتيرة اقتحامات قطعان المستوطنين للمسجد تحت حماية شرطة الاحتلال، لفرض التقسيم الزماني والمكاني.
وبينت أن كل هذا العدوان على القدس والأقصى، يأتي تحت غطاء التطبيع مع الاحتلال الذي كشف عورات كثير من الأنظمة العربية والإسلامية، ومثل طعنة مؤلمة في ظهر الشعب الفلسطيني، لا تقل خطورة عن إحراق المسجد الأقصى، وهو خيانة كبرى لمسرى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وقالت: "53 عاماً، ولم يزل الشعب الفلسطيني يقف وحيداً في مواجهة أقذر عدو للأمة، ويصارع بما يمتلك من إمكانيات ليحافظ على ما تبقى من كرامة للمسلمين، وقد تجسد ذلك أخيراً في معركة "وحدة الساحات" التي خاضتها سرايا القدس برفقة فصائل المقاومة في غزة، وقدمت خلالها خيرة قادتها وأبطالها وعلى رأسهم الشيخ القائد تيسير الجعبري والأخ القائد المجاهد خالد منصور والقائد إبراهيم النابلسي، ومعهم ثلة من المجاهدين الأطهار، والأبرياء من المدنيين والأطفال، وعلى الرغم من ارتقاء الشهداء ووقوع الإصابات في تلك المعركة، إلا أن سرايا القدس والمقاومة الباسلة جسدت الإرادة الوطنية وروح الصمود والتحدي للعدو الصهيوني، وفرضت معادلة استراتيجية في صراعنا مع العدو تمثلت في الربط بين ساحات المواجهة، وجعلت القدس عنواناً لكل جولات القتال والمقاومة.