وهذه هي الشحنة الثانية، فقد تم نقل 10 أطنان من الكعكة الصفراء بتاريخ 9 نيسان/ابريل 2018، وذلك بحضور رئيس منظمة الطاقة الذرية علي اكبر صالحي في كلا الشحنتين.

وكان صالحي قد صرح في 22 كانون الثاني/يناير 2019: ان تدشين مصنع انتاج الكعكة الصفراء في أردكان سيكون بالتزامن مع ايام عشرة الفجر. وخلال السنوات الأربع الاخيرة كان هذا المصنع في طور الإكمال والاختبار.

وفي السنتين الاخيرتين، وفي فترة الاختبار، تمكنا من انتاج 40 طنا من الكعكة الصفراء، تم نقل 10 أطنان منها في شهر نيسان من العام الجاري، والآن يتم نقل 30 طنا اخرى الى اصفهان.

وأضاف: ان هذا المصنع قادر على استقبال 84 ألف طن من خامات اليورانيوم. واليوم بلغ هذا المصنع مرحلة التدشين التام، ونأمل ان نشهد من العام الجاري وما بعده انتاج مقادير ملحوظة من الكعكة الصفراء.

وتقدر احتياطيات الجمهورية الاسلامية الايرانية من الكعكة الصفراء قرابة 500 طن، فضلا عن 400 طن من ذخائر غاز سادس فلوريد اليورانيوم.

 ما هي الكعكة الصفراء؟
التركيبة الكيميائية للكعكة الصفراء O8U3 وهي من المواد الواسطة في دورة الوقود، وتعتبر مادة مكثفة من اليورانيوم المستخلص من خامات اليورانيوم. حيث يتم لاحقا تحويلها الى غاز فلوريد اليورانيوم الذي يضخ في أجهزة الطرد المركزي، لتخصيبه.

وفي تصريحه يوم أمس عند بدء نقل الشحنة الثانية من الكعكة الصفراء من اردكان الى اصفهان، قال صالحي: كان لنا من قبل مصنع لانتاج الكعكة الصفراء في منطقة "كجين" (جنوب) بمقياس اصغر بكثير وتم اغلاقه اثر نفاده بعد الحصول على نحو 120 طنا منه ولنا في الوقت الحاضر منجم "ساغند 1" و"ساغند 2" في يزد حيث نستفيد منهما وهنالك مناجم اخرى سنعلن عنها لاحقا.

واضاف، انه بالاجمال تعتبر محافظة يزد (وسط ايران) المنتج الرئيس للمواد الخام (الكعكة الصفراء) وليست هنالك محافظة اخرى بهذا المستوى من احتياطيات اليورانيوم، ولحسن الحظ فقد تم توظيف استثمارات جيدة في هذا المجال.

واعتبر مساعد رئيس الجمهورية الصناعة النووية من دون اليورانيوم بأنها لا تعني شيء، مضيفا: ان اليورانيوم مادة استراتيجية وحتى لو كنا نمتلك منشآت نووية متطورة فلا قيمة لها ان لم نكن نمتلك هذه المادة.

وتابع: ان ايران ليست غنية باليورانيوم لكنها ليست فقيرة فيها ايضا، لافتا الى اكتشاف كميات ملحوظة من اليورانيوم من خلال المسح الجوي الذي انجز لنحو 80 بالمئة من اراضي البلاد واضاف، اننا على استعداد لرفع حجم الانتاج الى اكثر من 300 طن في غضون الاعوام الخمسة او الستة القادمة.

ووصف مصنع اردكان بأنه مصنع كبير وكامل وتمت معالجة جميع عيوبه وانجز الاختبارات اللازمة خلال العامين الاخيرين بحيث نقوم اليوم بشحن منتوجه الى اصفهان.
الجدير بالذكر، ان درجة نقاء اليورانيوم المستخرج من منجم "ساغند" في يزد، يتراوح بين 300 الى 400 غرام في الطن الواحد، ويعد منجما بعيار متوسط، ونظرا لمستوى التخصيب الصناعي في ايران، فكان من الضروري ان تزداد احتياطيات الكعكة الصفراء الاستراتيجية الى 500 طن، من خلال الاستيراد من الخارج.

وفي هذا السياق، تم استيراد قرابة 500 طن من جنوب افريقيا قبل انتصار الثورة، ولكن في السنوات اللاحقة، رفض المنتجون الاجانب تصدير الكعكة الصفراء الى ايران.

وبعد الاتفاق النووي قامت ايران في 31 كانون الثاني/ديسمبر 2015، باستبدال قرابة 11 طن من اليورانيوم المخصب بدرجة اقل من 5 بالمائة بـ197 طنا من الكعة الصفراء من روسيا. وقبل ذلك دخلت شحنة بزنة 60 طنا من الكعكة الصفراء من كازاخستان بالتعاون مع النرويج.

وبعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ، تم استيراد 149 طنا من الكعكة الصفراء من روسيا، في اربعة مراحل، وتم نقلها الى مصنع يو سي اف بأصفهان.

وفي هذا الخصوص، قال بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية، انه نظرا للكعكة الصفراء المنتجة في الداخل والمستوردة من الخارج، وفضلا عن 400 طن من الاحتياطيات الاستراتيجية لغاز سادس فلوريد اليورانيوم، فإن ايران تملك قرابة 500 طن من الكعكة الصفراء.