وكانت بدايةُ المراسيم كالمعتاد من العتبة الحسينيّة المقدّسة، حيثُ استُبدِلت الرايةُ الحمراء بالسوداء لقبّة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، بحضور متولّيها الشرعيّ سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائيّ (دام عزّه) ورئيس ديوان الوقف الشيعيّ، ووفودٍ وشخصيّاتٍ مثّلت جهاتٍ عديدة، وسط مشاركةٍ واسعة من حشود المؤمنين والمعزّين.
لتتّجه بعدها القلوبُ قبل الأبدان صوب مرقد حامل لواء الإمام الحسين وأخيه وقرّة عينه أبي الفضل العبّاس (عليهما السلام)، لبدء مراسيم تبديل راية القبّة الشريفة لمرقده الطاهر، التي أُقِيمت في الباحة الوُسطى لبوّابة القبلة، بحضور المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه)، وعددٍ من مسؤوليها ووفودٍ وشخصيّاتٍ دينيّة وأكاديميّة وحوزويّة، وأخرى مثّلت جهاتٍ عديدة وسط مشاركةٍ واسعةٍ وكبيرة من المعزّين، الذين غصّ بهم الصحنُ المطهّر.
واستُهِلّت المَراسيمُ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم شنّف بها الأسماع القارئ حيدر جلوخان، أعقبتها كلمةُ سماحة المتولّي الشرعيّ للعتبة المقدّسة، التي بيّن فيها: "أيّها الأعزّة نحن في كلّ عامٍ نرى أنّ قراءتنا لحادثة الطفّ تتجدّد، ونستفيد منها بركاتٍ تلوَ البركات..."، لمتابعة الكلمة اضغط هنا.
أعقَبَ ذلك إهداءُ راية العزاء لمحافظة المثنّى، وتشرَّف باستلامها مسؤولُ ممثّليّة المواكب فيها الحاج سعد العبدلي، لترتفع بعدها الأصوات وصيحاتُ حناجر الزائرين المعزّين على لحنٍ جنائزيّ، بنداء (لبّيك يا عباس)، وأُنزِلت الرايةُ الحمراء من على قبّة مرقدِه الطاهر إذ تشرّف بإنزالها الأمينُ العامّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، لتُرفَعَ مكانَها رايةُ الحزن والحِداد العاشورائيّ السوداء.
وأُلقِيت بعد ذلك مرثيّةٌ عزائيّة للشيخ عبد الصاحب الطائيّ، وقصيدةٌ شعريّةٌ عاشورائيّة لمعاون نائب الأمين العامّ للعتبة العبّاسية المقدّسة الحاج علي الصفّار الكربلائيّ، جاء بعدها مجلسُ لطم للرادود ماهر سلطان الكربلائيّ الذي كان به مسكُ ختام هذه المراسيم.
يُذكر أنّ هذه المراسيم العزائيّة تُقام منذ عام (2004م)، والتي من خلالها يتمّ الإعلان عن بدء شهر الأحزان، لتكون انطلاقتُه من كربلاء المقدّسة عاصمة الشعائر الحسينيّة، وشهِدَ العامان الماضِيان توقّفها نتيجةً لتداعيات وباء كورونا والتزاماً بالتوجيهات الصحّية.