نظمت حركة "الشالات الحمراء"، اليوم الأحد، في باريس "مسيرة جمهورية"، تدعو إلى استعادة القانون والنظام في فرنسا وضد العنف خلال مظاهرات "السترات الصفراء".
وعلى الرغم من الأمطار والطقس البارد، تجمع المتظاهرون في ساحة الأمة. وهم يهتفون "لا للعنف"، "الاحترام- لمؤسساتنا"، و يرددون بشكل دوري، أغنية "مارسيلايز"، ولدى العديد منهم عناصر حمراء في ملابسهم — شالات، ومناديل، وقبعات، وحقائب الظهر، وسترات، ومظلات.
من الملاحظ أن غالبية المشاركين في المسيرة هم في منتصف العمر وكبار السن، وتظهر خلال الحشد أعلام فرنسا والاتحاد الأوروبي.
في الوقت الحالي، تضم مجموعة حركة " الشالات الحمراء" على "فيسبوك"، حوالي 55 ألف مشترك، ويشير الموقع الإلكتروني للحركة إلى أن "الشالات الحمراء" تدرك الاستياء، الذي تعبر عنه "السترات الصفراء" خلال مظاهراتها، وفي نفس الوقت تعارض تحويل الاحتجاج إلى أداة سياسية.
للأسبوع الحادي عشر على التوالي، شهدت شوارع فرنسا، يوم امس السبت، مظاهرات لحركة "السترات الصفراء" المناهضة لسياسات الرئيس إيمانويل ماكرون الاقتصادية، ووفقا لوزارة الداخلية الفرنسية، فقد بلغ عدد المتظاهرين 69 ألفا في كل أنحاء فرنسا، من ضمنهم 4000 متظاهر في باريس وحدها.
وشهدت المظاهرة الباريسية بعض المواجهات المحدودة بين الشرطة والمتظاهرين في ساحة باستيل، بينما شهدت مدن أخرى كبوردو وتولوز ونانت مواجهات محدودة أيضا قام خلالها المتظاهرين برشق الشرطة بالعبوات الفارغة قبل أن ترد الشرطة مستخدمة خراطيم المياه.
وتأتي هذه المظاهرات بعد أسبوعين على بدء "النقاش الوطني الكبير"، الذي دعا إليه ماكرون من أجل التوصل لحل للأزمة.
هذا وتعيش فرنسا منذ أكثر من تسعة أسابيع أزمة عصيبة لم تستطع إدارة الرئيس ماكرون احتوائها حتى الآن، فمنذ ذلك الوقت يتظاهر السترات الصفراء أسبوعيا، كل يوم سبت، في كافة أنحاء البلاد اعتراضا على سياسات ماكرون الاقتصادية وعلى طريقته بالحكم وإدارة البلاد.
وأدت المظاهرات لمواجهات بين الشرطة والمتظاهرين ولحدوث أعمال شغب كبيرة.
وفي الأول من كانون الأول/ديسمبر الماضي، شهدت باريس أعمال شغب على هامش مظاهرة السترات الصفراء، كانت هي الأعنف، حيث تعرضت جادة الشانزيليزيه، لأضرار جسيمة أصابت البنى التحتية والمحال التجارية.
وبدأت الاحتجاجات بداية اعتراضا على قرار الحكومة زيادة الضرائب على أسعار المحروقات لتتوسع بعدها وتصبح حركة مطلبية شاملة.
وحاولت الحكومة احتواء الأزمة عبر التراجع عن قرارها بزيادة الضرائب على أسعار المحروقات بالإضافة لرفع الحد الأدنى للأجور وإلغاء الضرائب على ساعات العمل الإضافية وعلى معاشات المتقاعدين، وعلى الرغم من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، ما زال يصر محتجو السترات الصفراء على التظاهر أسبوعيا معتبرين بأن "قرارات الحكومة غير كافية وليست سوى مناورة".
المصدر : وكالات