واستعرض وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان في حوار مساء الخميس مع التلفزيون الايراني آخر التطورات في مجال السياسة الخارجية.
وقال عن العلاقات مع الجيران وتبادل الزيارات: السياسة الخارجية للحكومة الحالية تقوم على عقيدة السياسة الخارجية المتوازنة والدبلوماسية الديناميكية والتفاعل الذكي. في إطار هذا المبدأ، جعلت السياسة الخارجية للحكومة الجديدة التعاون والتفاعل مع جيرانها من أولوياتها الأساسية، وأولويتنا الأخرى هي التركيز على التعاون مع آسيا كظاهرة ناشئة في القرن الحالي و الطاقات الجمة لهذه القارة.
وتابع وزير الخارجية: إذا لاحظتم زيارات رئيس الجمهورية وتبادل الزيارات في الأشهر الـ 11 الماضية، لوجدتم اننا سعينا لتفعيل الأجزاء الصامتة من دبلوماسية الجوار. وفي مجال الجيران الشماليين وبعض البلدان مثل تركمانستان وأذربيجان وكازاخستان لديها قدرات مهمة للغاية في المجال الثنائي والتعاون بين المحافظات. ففي بداية عمل الحكومة الحالية، لم تكن السياسة الخارجية لديها التحرك اللازم في هذه المجالات.
وتحدث رئيس السلك الدبلوماسي عن زيارات رئيس الجمهورية إلى تركمانستان وروسيا وعمان وغيرها، وعن زياراته، وأضاف: رافق هذه الزيارات إنجازات لنا. ففي الأشهر العشرة الماضية ومع الإجراءات المتخذة تمكنا من زيادة حجم التجارة مع العراق إلى 16 مليار دولار. وفي التعامل مع تركمانستان، وبسبب سوء التفاهم واستقبال الغاز من تركمانستان، واجهت بعض التعاملات مشاكل فنية ومالية بسبب الحظر والظروف المصرفية حيث تمكنا من اجتيازها بشكل جيد وواصلنا تبادل الغاز من تركمانستان. وفي بداية عمل الحكومة الحالية أعلنا أن ما لا يقل عن 40٪ من نشاط جهاز السياسة الخارجية في الحكومة الحالية سيخصص للدبلوماسية الاقتصادية، وهذا ساعد على زيادة حجم التبادل التجاري مع الجيران. و في مجال النقد الأجنبي في الحكومة، تمكنا من توفير ارضية مناسبة للوزارات والمؤسسات الاقتصادية والقطاع الخاص.
وقال عبد اللهيان: السيد رئيسي يؤكد على أن قطاعنا الاقتصادي يجب أن ينشط ويتحرك بسلاسة. وتمكنا من تحقيق عدة أحداث مهمة في دبلوماسية العمل مع جيراننا. أول حدث هو أن تحقيق عائدات للبلاد من العملة الصعبة من الجيران استطاع ان يلعب دورا مهما. ثانيًا، تتمتع إيران بطاقة ترانزيتية كبيرة بسبب الوضع الجيوسياسي حيث كان من الممكن تنشيط خط الترانزيت بين الشمال والجنوب والشرق والغرب. بعد تطورات الحرب في أوكرانيا والتبعات الناجمة عن تفشي كورونا، باتت قضيتا الطاقة والأمن الغذائي مصدر قلق خطير في العالم وأجزاء من منطقتنا، وتحتل إيران مكانة متفوقة في كلا المجالين. نحن أحد أصحاب موارد النفط والغاز الضخمة، وقد وفر طريق الترانزيت الإيراني قدرة جيدة على صعيد الأمن الغذائي.
وأضاف وزير الخارجية: "تمكنا من تفعيل بعض الطرق من الهند إلى باكستان، وتمكنا من الإبقاء على خط الترانزيت بين الشمال والجنوب نشطًا في خطين أو ثلاثة من خطوط السكك الحديدية والممرات المشتركة". حتى نتمكن من استكمال خط الترانزيت بين الشمال والجنوب، يوجد طريق بين رشت وأستارا لم يكتمل ويمكننا إيجاد مستثمر لذلك وكان السيد رئيسي مهتمًا بهذا الموضوع وتمكنا من الانتهاء منه ونأمل ان نرى تشغيل خط سكة حديد رشت أستارا قريبا.ً
وصرح عبد اللهيان: في مجال عمل وزارة الخارجية للمساعدة في تحقيق عائدات من العملة الصعبة للبلاد دون النظر إلى ما سيؤول اليه الاتفاق النووي، ومن خلال العمل على تحييد الحظر باستثمار طاقات الجيران والقارة الآسيوية، استطاعت الحكومة ان تجرب بداية جيدة في الاشهر العشرة الماضية وانشاء الله سنزيدها في الاشهر القادمة.
نعتبر الثأر لدماء الشهيد سليماني واجبنا الأكيد
كما قال رئيس السلك الدبلوماسي عن اغتيال قاسم سليماني: إن قضية الجنرال سليماني ليست قضية يمكن نسيانها أبدًا، وان هذه المسألة عميقة للغاية لدرجة أنه حتى بوتين اشارخلال زيارته لطهران واثناء لقائه قائد الثورة الاسلامية ورئيس الجمهورية، الى مكانة ودور الجنرال سليماني المهمين. في وزارة الخارجية، جعلنا لجنة متابعة القانون الدولي القائمة أكثر اكتمالا وسرّعنا من العمل، وعيننا أحد سفراء إيران، الذي كان في التمثيل الدائم لإيران في الأمم المتحدة بجنيف، مساعدا ومسئولا عن القضية القانونية الدولية لجنرال سليماني ورفاقه، القضاء يعمل بجدية وأتمنى أن تصل اجراءاتنا إلى النقطة المنشودة. وفي هذا الملف، كان من بين الإجراءات التي تم اتخاذها وضع من امروا بتنفيذ الجريمه ومرتكبيها على القائمة السوداء للإرهاب، وهذا ما جعلهم يعانون من الارق. وتفيد الرسائل التي تصلنا من اميركا عبر وسطاء إنه تم إنفاق مليوني دولار لحماية بومبيو. وفي النظام الدبلوماسي نعتبر أن من واجبنا الثأر لدماء الشهيد سليماني.
بغداد أبلغتنا استعداد الرياض لبدء محادثات سياسية علنيّة
وأعلن وزير الخارجية الإيراني، أن "الإمارات والكويت تعتزمان إرسال سفيريهما إلى طهران في المستقبل القريب".
وأعلن مستشار الشؤون الدبلوماسية للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، في 15 تموز/يوليو الجاري، أنّ أبو ظبي "في صدد إرسال سفير إلى طهران، وتريد إعادة بناء العلاقات بها"، مشدداً على أنّ "الإمارات لن تكون جزءاً من محور ضد إيران، وهي لا تتبنى نهج المواجهة معها".
وفيما يتعلق بالعلاقات بالسعودية، كشف عبد اللهيان "أننا أجرينا 5 جولات من المباحثات مع السعودية على المستوى الأمني".
وأوضح أنّ "وزير الخارجية العراقي أبلغنا، الأسبوع الماضي، أنّ السعودية مستعدة لنقل المحادثات من المستوى الأمني إلى المستوى السياسي، وبصورة علنية".
وأشار عبد اللهيان إلى أنّ "الجانب الإيراني أبلغ الرياض أنّ إيران مستعدة لمواصلة الحوار على المستوى السياسي، من أجل إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".
وفي 26 حزيران/يونيو الفائت، قام رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، بزيارة لإيران، والتقى رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، قادماً من زيارة للسعودية، التقى خلالها ولي العهد محمد بن سلمان، وقال فيها "إننا اتفقنا على التعاون على تهدئة الأوضاع في المنطقة، وبحثنا في القضايا المصيرية".
وكانت مصادر عراقية أوضحت للميادين أنّ "لقاءات الكاظمي في الرياض وطهران ناقشت ملفات مهمة ومتعددة، فيما يخص الوساطة العراقية لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران".
الاتفاق النووي
وأعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، التوصل إلى "مسودة اتفاق تشمل 96% من القضايا المتعلقة بالاتفاق النووي".
وقال عبد اللهيان، في الحوار التلفزيوني، إنه "تم التوصل إلى مسودة اتفاق تشمل 96% من القضايا، لكن ينقصها ضمان مصالحنا الاقتصادية. وعلى واشنطن تقديم تعهدات تضمن استفادتنا الكاملة من المزايا الاقتصادية في الاتفاق النووي".
وأضاف عبد اللهيان "كنا وما زلنا جادين في التوصل إلى اتفاق نووي قوي ومستدام، واتهام واشنطن لنا بالتعطيل لا أساس له، ونؤكد أننا سنواصل المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، وهدفنا تأمين مصالحنا والتوصل إلى اتفاق".
ودعا وزير الخارجية الإيراني، الإثنين، الولايات المتحدة إلى "التحلي بالواقعية واتخاذ إجراءات، من شأنها أن تفضي إلى الوصول إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي".
وأضاف أنّ "على البيت الأبيض اتخاذ خطوات لإيجاد حل، والتوصل إلى اتفاق، والتوقف عن تكرار النهج غير الفعال والسلوك غير البنّاء، وعدم اللجوء إلى الضغط والعقوبات".