كاظمَ الغيظِ يا جهاداً توالى
بنَقاءٍ أهدى الأنامَ كمالا
يا إمامي موسى بنَ جَعفرَ حاشى
أنْ يُزيلَ الطغاةُ صرحاً تلالا
كاظمَ الغيظِ ما أفَلْتَ إماماً
ولواءاً يستنهضُ الأبْطالا
هل اُناجيكَ أم طلبْتُ المُحالا
أم تُراني لستُ المُبوَّأَ حالا
جِئْتُ أسعى إلى رِحابِكَ شوقاً
فأضِفني يا ضائفاً أجيالا
يا عظيما لوَّى الخُطُوبَ عِناناً
أنتَ بالصبرِ قد سَمَوتَ جلالا
وعبَدْتَ الإلهَ حقّاً يقيناً
وتواضَعْتَ بلْ سَهُلْتَ مَنالا
آلُ طه هم سادةُ الدينِ نصَّاً
هم حِمانا نوُدُّهم إجلالا
ما عرِفنا لبيتِ أحمدَ وَهناً
قادةُ الخيرِ والثِّقاةُ مَقالا
أيها الكاظمُ العظيمُ مقامَاً
دُمْتَ عَوناً للطالبينَ نَوالا
أنتَ عينُ البصيرِ ترنُو رؤُوفاً
وتواسي العِبادَ جُودَاً زُلالا
تلكَ بغدادُ تزدهي كبرياءً
وهي بالكاظِمَينِ أحلى وصالا
آهُ يا سيدي الامامُ المُفدّى
أنتَ صوتٌ بالتضحياتِ تعالى
قد جعلتَ السجونَ مأوى اطِّهارٍ
لأُناسٍ خاضُوا الحياةَ ضلالا
وأنَرْتَ القُلوبَ حُبّاً ورِفقاً
فغدا ساجِنُوك طِيْبا خِصالا
كيف يَجفُون ابنَ طه عفيفاً
كاظمُ الغيظِ والصبورُ احتمالا
أرْكعَ السِّجنَ والحديدَ حبيساً
تلكَ أصفادُهُ انبثقنَ نِضالا
ايها الطاهرُ الذي أنتَ نورٌ
يا حِمى الدينِ والهَصُورُ فِعالا
لم تمالِ الطغاةَ مُلكاً عضُوضاً
فتقلَّبْتَ في السُجونِ انتِقالا
وجعلتَ السُّجودَ أُنْسَ إمامٍ
زُجَّ في غَيهَبِ السجونِ نَكالا
وبطامُورةٍ تقصُّ علينا
كيفَ أنَّ الطُّغاةَ ضامُوا الكمالا
آلَ طه وفاطمٍ وعليٍّ
وسراةُ الأنامِ نَهجا حَلالا
آلُ طه دامُوا مَدارسَ وحيٍ
فهم الشمسُ لن تغيبَ ارتِحالا
_______
بقلم حميد حلمي البغدادي