وفي مقابلة مع قناة "العالم" الاخبارية، وردا على سؤال بشأن القمة الثلاثية بطهران، وهل تعتبر منافسة لاجتماع جدة، قال ناصر كنعاني: ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تبحث عن استقطاب داخل المنطقة، أي أن الجمهورية الإسلامية الايرانية لا تريد إقامة تحالفات إقليمية ضد دول أخرى وجيرانها الإقليميين.
وتابع: هذا خيار استراتيجي، وبناء على هذا الاختيار نشهد توسع علاقات إيران الشاملة وتعاونها مع دول المنطقة، مشيرا الى أن طهران أصبحت بجدية مركزا للدبلوماسية الإقليمية في الأشهر الماضية.
وأشار كنعاني الى الزيارات المتتالية لوفود سياسية رفيعة المستوى على مختلف المستويات، وكذلك مشاركة الرئيس رئيسي في عدد كبير من الاجتماعات الإقليمية والزيارات المختلفة على مستوى وزراء خارجية جمهورية إيران الإسلامية ونظرائهم الإقليميين.
وأضاف: تتماشى هذه السياسة مع سياسة الجيرة وتأكيد إيران على توسيع العلاقات مع جيرانها وكذلك الاهتمام بالشرق. إن روسيا وتركيا دولتان مهمتان للغاية في المنطقة وجارتان للجمهورية الإسلامية الايرانية، وإيران تولي اهتماما جادًا لتوسيع العلاقات مع هذين البلدين في المجال الثنائي وفي القضايا الإقليمية.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن توجهات إيران وروسيا وحتى تركيا على صعيد معارضة الأحادية الأميركية عامل مهم للغاية في خلق التقارب، لكن هذا التقارب ليس ضد او في مواجهة أي تيار او الدول الإقليمية.
وأشار الى ان الجمهورية الإسلامية الايرانية، تحتضن جميع البلدان والجيران الإقليميين وتعتقد أنه يمكنها متابعة نفس المستوى من التعاون مع كل دولة إقليمية وان يمكن تفعيل القدرات المحتملة وتوفير أساس للتعاون بنشاط. فلنذهب أبعد من ذلك.
وردا على سؤال حول المفاوضات بين ايران والسعودية بوساطة العراق، قال كنعاني: من دواعي السرور وبسبب الإدراك المشترك الذي تكون لدى طهران ولدى الرياض كذلك، توصل الجانبان الى هذا الاتفاق في وجهة النظر، بإجراء المحادثات الثنائية، مع الدور البناء جدا للحكومة في العراق الصديق والشقيق، كبلد مضيف للمحادثات، وقد عُقدت حتى الآن خمسة جولات من المحادثات المشتركة بين ايران والسعودية في بغداد، وكانت حصيلتها ايجابية، وبعبارة أخرى انها اوجدت الدافع والادراك المشترك بأننا بحاجة الى مواصلة هذا المسار لإيجاد الفهم المشترك واتخاذ الخطوة التنفيذية لاستئناف العلاقات بين البلدين، ومن دواعي السرور ان كلا العاصمتين تتوفر لديهما هذه الدوافع والارادة السياسية. كما ان الحكومة العراقية مازالت تواصل دورها الايجابي والبناء.
وأضاف: ان المشاورات التي أجرتها الحكومة العراقية مؤخرا مع المملكة العربية السعودية، والمحادثات المستمرة التي جرت بين المسؤولين العراقيين ومسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية، أوجدت أجواء مناسبة لعقد الجولة القادمة من المحادثات في المستقبل القريب. كما أن حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية ترحب بمواصلة المحادثات، وتأمل بأن تؤدي المحادثات الى نتائج ملموسة وعملية في رفع مستوى العلاقات بين البلدين، وسترد طهران على أي خطوة عملية تُتخذ من قبل المملكة العربية السعودية نحو تحسين العلاقات، بجدية وبخطوات أكثر.