وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية إن هذه القفازات «يمكن أن تغير قواعد اللعبة بالنسبة لغواصي الإنقاذ».
وبحسب التقرير فإن هذه القفازات تشكل حلاً للتمسك بالأجسام الموجودة تحت الماء، وهو ما يُساعد فرق الإنقاذ الذين يقومون بانتشال الأشخاص أو الكائنات الحية أو الحطام من تحت الماء، أو يساعد حتى الأشخاص العاديين في الإمساك بالأشياء الغارقة.
وطور الباحثون في شركة «فيرجينيا تيك» الأمريكية قفازاً سيسمح للغواصين بالحصول على فهم قوي أثناء إنقاذ شخص ما أو إنقاذ حطام سفينة.
والقفاز الثماني مستوحى من مخالب الأخطبوط، وهو مغطى بمصاصات آلية مزودة بأجهزة استشعار يمكنها معرفة مدى بُعد الجسم، حسب «دايلي ميل».
وعندما تكتشف المستشعرات سطحاً قريباً، فإنها ترسل إشارة إلى وحدة التحكم والتي ستعمل على تنشيط التصاق الماص.
ويأمل الباحثون في إمكانية استخدام القفاز في العمليات تحت الماء التي تتطلب لمسة رقيقة.
ومن المعروف أن البشر ليسوا مجهزين بشكل طبيعي للعمل تحت الماء، ولهذا السبب تم اختراع النظارات الواقية وبدلات الغوص، والجلد الزلق، فيما تأتي هذه القفازات الذكية لتوفر عاملاً إضافياً في هذا المجال.
ويعتمد كل من غواصي الإنقاذ وعلماء الآثار تحت الماء ومهندسي الجسور وطواقم الإنقاذ على امتلاكهم قبضة جيدة للقيام بوظائفهم. ومع ذلك، فمن الضروري في بعض الأحيان تشديد قبضة المرء للتعويض عن الانزلاق، والذي يمكن أن يضر بالعملية.
وقال مايكل بارتليت، الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية: «هناك أوقات حرجة يصبح فيها هذا مسؤولية. لدى الطبيعة بالفعل بعض الحلول الرائعة، لذلك نظر فريقنا إلى العالم الطبيعي بحثاً عن أفكار».
وأضاف: «أصبح الأخطبوط خياراً واضحاً للإلهام».
ويمتلك الأخطبوط ثمانية أذرع طويلة قادرة على الإمساك بأشياء من أي نوع من السطح في بيئة مائية. والأذرع مغطاة بمصاصات على شكل نهاية المكبس، والتي يتم التحكم فيها بواسطة الجهاز العضلي والعصبي لحيوان البحر.
وبعد أن تصنع الحافة الخارجية العريضة للمصاصة ختماً بجسم ما، يمكن للأخطبوط استخدام عضلاته لتقليص أو إرخاء المنطقة المقوسة خلف الحافة لزيادة الضغط أو تحريره.
وعندما يتم إشراك العديد من الماصات فإنها تخلق رابطة لاصقة قوية يصعب الهروب منها.
وقال بارتليت: «عندما ننظر إلى الأخطبوط، نجد أن المادة اللاصقة تبرز بالتأكيد وتنشط بسرعة وتطلق الالتصاق عند الطلب».
لكن الأمر المثير للاهتمام هو أن الأخطبوط يتحكم في أكثر من ألفي مصاصة عبر ثماني أذرع من خلال معالجة المعلومات من أجهزة استشعار كيميائية وميكانيكية متنوعة.
وأضاف بارتليت: «الأخطبوط يجمع حقاً ضبط الالتصاق، والاستشعار، والتحكم في التعامل مع الأشياء الموجودة تحت الماء».
وطور الفريق التابع لشركة «فيرجينيا تيك» في معمل المواد اللينة والهياكل مصاصاتهم الخاصة التي تحتوي على سيقان مطاطية متوافقة مع أغشية ناعمة.
كما تم تصميم الماصات لتلتصق بالأسطح المسطحة والمنحنية والناعمة والخشنة على أجسام مختلفة الأشكال والأحجام بضغط خفيف فقط – تماماً كما يفعل الأخطبوط في البرية.
وأضاف إريك ماركفيكا من جامعة «نبراسكا-لينكولن» بعد ذلك مجموعة من مستشعرات القرب البصري المصغرة «LIDAR» التي تكتشف مدى قرب الجسم. ثم تم توصيل المستشعرات وأجهزة الاستشعار «LIDAR» من خلال متحكم دقيق، وبالتالي محاكاة الجهاز العصبي والعضلي للأخطبوط.
وقال بارتليت: «من خلال دمج المواد اللاصقة الناعمة وسريعة الاستجابة مع الإلكترونيات المدمجة، يمكننا الإمساك بالأشياء بدون الحاجة إلى الضغط عليها، فهو يجعل التعامل مع الأشياء المبللة أو الموجودة تحت الماء أسهل بكثير وأكثر طبيعية. يمكن للإلكترونيات تنشيط الالتصاق وتحريره بسرعة. ما عليك سوى تحريك يدك نحو شيء ما، وسوف يقوم القفاز بالعمل على فهمه. يمكن القيام بكل ذلك بدون أن يضغط المستخدم على زر واحد».
وبعد تثبيت الماصات على قفاز، اختبرها المهندسون على أجسام دقيقة وخفيفة الوزن باستخدام مستشعر واحد فقط.
ووجدوا أنه يمكنهم بسرعة التقاط وإطلاق الأشياء المسطحة والألعاب المعدنية والأسطوانات والجزء المزدوج المنحني من الملعقة وكرة هيدروجيل فائقة النعومة.
وبعد إعادة تكوين شبكة المستشعرات لاستخدام جميع المستشعرات لاكتشاف الأشياء تمكنت القفازات أيضاً من الإمساك بأشياء أكبر مثل لوحة وصندوق ووعاء.
وتم لصق الأجسام المسطحة والأسطوانية والمحدبة والكروية المكونة من مواد صلبة وناعمة ورفعها، حتى عندما لا يمسك المستخدمون الجسم عن طريق إغلاق أيديهم.
وقال الباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه رافي توتيكا: «تحاكي هذه القدرات المعالجة المتقدمة والاستشعار والتحكم في رأسيات الأرجل وتوفر منصة للجلود الاصطناعية اللاصقة تحت الماء التي يمكنها التعامل بشكل موثوق مع الأجسام المتنوعة تحت الماء».
وأضاف: «هذه بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن هناك الكثير لنتعلمه عن الأخطبوط وكيفية صنع مواد لاصقة متكاملة قبل أن نصل إلى إمكانات الطبيعة الكاملة».
وتقول «دايلي ميل» إن الباحثين يأملون في المستقبل أن يلعب القفاز دوراً في إمساك الروبوتات تحت الماء، والتقنيات بمساعدة المستخدم، والرعاية الصحية وتصنيع الأشياء الرطبة.