وقال الكاظمي في كلمته خلال قمة جدة للأمن والتنمية: إن "العراق يسعى إلى تعزيز لغة الحوار في المنطق"، مشدداً على أن "الأزمات في المنطقة تستدعي التعاون بين كل الدول".
وفيما يلي اهم نقاط ذكرت ضمن كلمة رئيس الوزراء في قمة جدة للأمن والتنمية:
لقد كان للعراق بتعاون أشقائه وجيرانه وأصدقائه دور أساسيّ في محاربة الإرهاب والانتصار على تنظيم "داعش" ولكن لا يزال أمامنا طريق إضافيّ لاقتلاع جذور الإرهاب ما يستدعي تعزيز الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لوضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله عبر التعاون الأمنيّ المشترك وتبادل المعلومات والخبرات.
إن المخاطر التي أفرزتها تداعيات الأزمة في أوكرانيا تتطلب تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد الحلول السـريعة وتوحيد المساعي في مجال ضمان الأمن الغذائي لشعوبنا وتأمين إمدادات الطاقة.
المنطقة تضررت بصورة ملموسة من تبعات التغيير المناخيّ وأزمة المياه ومخاطر التصحّر مضافاً إلى ذلك كلّه التحديات الصحية إثر ظهور وانتشار الأوبئة مثل جائحة كورونا. وكل هذه الأزمات تستدعي أن نتحرك متكاتفين وموحدين لمواجهتها.
يقترب عمر النظام الديمقراطي الدستوري في العراق من العقدين، عقب عقود من الدكتاتورية، وهذه الديمقراطية الناشئة لا تزال تتقدم رغم التحديات والأزمات الكبيرة. ولكن لا تزال هناك مصاعب سياسية بعد الانتخابات، وهي تؤكد الحاجة للحفاظ على مبادئ الديمقراطية في الحياة العامة، وهو مسار يستلزم المزيد من الوقت وتراكم الخبرات.
بعدما تجاوزنا مرحلة طرد تنظيم «داعش» من أرضنا امسكت قواتنا العسكرية والامنية بالملف الأمني، وهي تتطور بشكل مستمر لحفظ أمن العراق ومقدرات شعبنا.
يسعى العراق إلى تعزيز بيئة الحوار في المنقطة ويعتبر أن أجواء التعاون الاقتصادي والتنسيق الأمني بين جميع الأشقاء في المنطقة تخدم بشكل مباشر مصالح شعبنا كما تخدم مصالح كل شعوب المنطقة.
إن اللقاءات والمؤتمرات الثلاثية التي جمعت العراق بمصر والاردن قد انتجت رؤيةً مشتركةً لفتح مديات التعاون والتكامل في مجالات مختلفة، كما كان مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة معبراً عن الروابط التاريخية التي تجمع بين كل دول المنطقة. وقد خطى العراق ودول مجلس التعاون خطوات مهمةً لتمتين علاقاتهم الرامية إلى تحقيق التكامل في مختلف المجالات، ومن هذا المنطلق، أبرمنا اتفاقين للربط الكهربائي مع السعودية ومع دول مجلس التعاون، ونحن ماضون في الربط الكهربائي مع الأردن ومصر.
وقد قمنا بمبادرات لتعزيز الحوار والتعاون والشراكة في المنطقة، والعراق ماض بهذا المنهج بما يصب في مصلحته الوطنية ومصلحة المنطقة بشكل عام.
وفي هذا الصدد تبرز أولوية إيجاد حلّ شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، بما يلبي الطموحات والحقوق المشـروعة للشعب الفلسطيني، وضرورة وقف جميع الإجراءات العدوانية والانتهاكات والاعتداءات بحق الشعب الفلسطيني.
ويؤكد العراق أن حلّ الصـراع على أساس قرارات الشـرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
ويدعم العراق الهدنة اليمنية القائمة بصفتها بدايةً مثمرةً لإنهاء الأزمة اليمنية وعودة الاستقرار، ودعم المبادرات الدولية والإقليمية الرامية إلى إنهاء الصـراع.
كما يدعم العراق الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى حلّ الأزمة السورية، ومعالجة تداعياتها، وإيقاف معاناتها الإنسانية.
ويجدد العراق وقوفه إلى جانب لبنان من أجل تجاوز أزمته السياسية والاقتصادية، وبناء جسور الحوار والتعاون لعودة الاستقرار إلى البلاد.
وفي سياق التعاون البيئي بين الأشقاء، أودّ التذكير بأن العراق رغم أنه يبقى منتجاً مهماً للنفط ولكن شرياننا الاقتصادي هذا يزيد من تحدياتنا البيئية. لذلك إننا نعمل بسـرعة على استثمار الغاز الذي يحرق في حقول النفط، كما نوسّع نطاق الاستثمار في الطاقة البديلة.
في هذا السياق أيضاً، يقترح العراق إنشاء بنك "الشرق الأوسط" للتنمية والتكامل بالشـراكة مع دول مجلس التعاون ومصـر والأردن. ويهتمّ البنك بالتنمية الإقليمية المستدامة عبر تمويل المشاريع في البنية التحتية التي من شأنها أن تساعد في ربط اقتصادات المنطقة، ويضع البنك في أولوياته تطوير شبكات الكهرباء الإقليمية، وخطوط أنابيب النفط والغاز، وشبكات الطرق السـريعة، والموانئ والمطارات والصناعات الثقيلة ذات السوق الإقليمية الواسعة، كما يموّل مشاريع في مجال إدارة الموارد المائية والتصحر والتخفيف من آثار تغيّر المناخ.