وخلال الاجتماع الثاني لقادة المراكز التدريبية للجيش الذي اقيم اليوم الخميس بعنوان "الخطوة الثانية للاستعداد لظهور الحجة المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)"، قال اللواء باقري: ثورتنا هي بداية النهضة العالمية للإسلام تحت لواء الامام الحجة (ارواحنا فداه) وقد ورد مرارا في تصريحات الإمام الراحل (رض) وقائد الثورة الإسلامية ان الثورة الاسلامية التي تحققت ببركة دماء الشهداء هي تمهيد لظهور الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
وأضاف اللواء باقري: في بيان الخطوة الثانية للثورة (الاربعون عاما الثانية للثورة)، قال قائد الثورة للشباب: "أعزائي، العقود القادمة هي عقودكم وعليكم ان تحرسوا ثورتكم بخبرة ودوافع قوية وان تقربوها اكثر فاكثر من هدفها العظيم وهو بناء الحضارة الإسلامية والإعداد لشروق شمس الولاية"، وهذا هو الجزء الأكثر امتيازًا في بيان الخطوة الثانية للثورة، ويجب علينا جميعًا الاستعداد لتوفير مثل هذه الظروف.
وقال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة: في هذا البيان وفي عدة تصريحات قبلها وبعدها شرح قائد الثورة (مد ظله العالي) مراحل بناء الحضارة حتى بلوغ الحضارة الإسلامية العظيمة، إن مرحلة الثورة الإسلامية هي المرحلة الأولى، والمرحلة التالية هي إقامة الحكومة الإسلامية، حيث يجب أن تتمتع جميع اجهزة الدولة فيها، أي السلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية، والقضاء، والقوات المسلحة، والمؤسسات الأخرى بمبادئ الآداب والأخلاق الإسلامية والالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية.
وتابع اللواء باقري: إن الخطوة التالية لتحقيق الحضارة الإسلامية العظيمة هي إنشاء الدولة الإسلامية، اذ انه بالإضافة إلى الحكام، يجب ان يتمتع الشعب ايضا بنفس هذه الخصائص، وإقامة العدل، والقضاء على التمييز والفقر، وإن تعزيز كرامة البلاد هو من بين مكونات ورموز الدولة الإسلامية، وفي النهاية بناء الحضارة الاسلامية الحديثة، وفي مثل هذه الحضارة سيتم توفير الأرضية لظهور الامام المهدي (عجل الله ظهوره الشريف).
وتابع موضحا: هل يمكن انتظار الفرج بدون جهد وحركة جهادية وحركة ونشاط أم مجرد شعار؟ لدينا في الروايات أنه حين الظهور (ظهور الامام الحجة "عج")، ستكون هناك معارك ضروسا وشديدة الصعوبة، لذلك من يبذل الجهد والعمل الجهادي والحركة الاساسية هو من يمكنه القول بالانتظار وتوفير الارضية للظهور.
وأشار اللواء باقري إلى أن وجود قوات مسلحة فاعلة تحت لواء الولي الفقيه وإرساء الأرضية لظهور المهدي (عج) يعد اهم خطوة للاعداد لظهوره، وقال: انه ازاء الثورة الاسلامية التي تعد مظهرا صغيرا من مظاهر الثورة العالمية للامام الحجة (عج) عبأت القوى العظمى في الشرق والغرب قواها لمواجهتها، وبدون أدنى شك، انه حين الظهور ومحاربة هذه القوى، فان امتلاك قوة دفاعية فعالة يعد الخطوة الأهم والارضية الاكثر اساسية وضرورة، وهذا هو ما يقوم به الجيش والقوات المسلحة، وهي مسؤولية بالغة الأهمية وكبيرة ولا يمكن مقارنتها بأي مسؤولية أخرى.
وقال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة: إن العنصر الأكثر أهمية في تكوين قوات مسلحة كفوءة، إلى جانب الأدوات والأسلحة والمعدات، هو الكوادر البشرية المؤمنة ذات القيم المعنوية والدوافع التي تستخدم هذه المعدات بأفضل طريقة وتصبح جيشًا مقتدرا.
وأضاف: شخصية وسلوك قادتنا سيكون أكثر فاعلية بكثير من كلماتهم وكتاباتهم، لدينا أمثلة كثيرة، شهداء عظماء مثل الشهيد صياد شيرازي والشهيد سليماني الذين ذهبوا بوعي إلى ساحة الخطر وحياتهم وسلوكهم وأقوالهم وأفعالهم كانت صادقة ونالوا أجرهم. يمكننا توجيه الشباب بمثل هذه النماذج.
وذكر اللواء باقري أنه في فترة الدفاع المقدس (1980-1988) وفي ظل الأمل والتوكل على الباري تعالى والمبادرة والإبداع والجهود الجهادية، تم التمكن من بناء قوات مسلحة استطاعت التغلب على المعتدي وقال: اليوم ايضا نحن بحاجة ماسة الى هذا الامل، ووضعنا اليوم بالتأكيد ليس أصعب من تلك الأيام، وجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتأكيد لديه القدرة والكفاءة على المواجهة والحضور الناجح في كل هذه الساحات.
واكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة: نحن أمام حرب مركبة صعبة ومعقدة للغاية، يجب أن نعد أنفسنا لمواجهة هذا النوع من الحرب، إذا كنا نتحدث عن إرساء الارضية للظهور (ظهور الحجة "عج") واقامة دولة الحق والعدل، فانه علينا أن نعد أنفسنا لمواجهة هذه الحرب.
وتابع: نحن من القوات المسلحة القليلة التي تواجه في الوقت ذاته التهديد العسكري الخشن والتهديد الامني شبه الخشن. تواجه القوات البرية للجيش في حدود أفغانستان، والقوات البرية للحرس الثوري في الجنوب الشرقي والشمال الغربي للبلاد، وقيادة الشرطة في بعض المواقع تواجه تهديدات أمنية مسلحة وغير مسلحة، لذا فان قواتنا المسلحة يجب ان تكون جاهزة للتعامل مع مثل هذه التهديدات ، لأن العدو يعمل عليها.
وأكد اللواء باقري أننا نواجه تهديدات ثقافية في نفس الوقت، وقال: مهمة صعبة جدا ملقاة على عاتق القادة وعلماء ورجال الدين والمدراء والمدربين والأساتذة ، اذ ان الحرب الناعمة هي حرب صعبة وكبيرة ومعقدة. جيش الجمهورية الإسلامية الايرانية بالتأكيد قادر على مواجهة ذلك، اذ ان لديه القدرة على المواجهة والنجاح في جميع الساحات.