واوضح السيد نصرالله في كلمة له حول آخر التطورات السياسية أنه “اليوم يوجد نسخ جديدة من مشروع الشرق الاوسط الجديد وفي هذا السياق تأتي زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن الى المنطقة”، ولفت إلى ان “أمريكا اليوم غير أمريكا في 2003 أو 2006 فالرئيس الامريكي العجوز هو صورة عن صورة امريكا التي دخلت مرحلة الشيخوخة”، موضحاً أن “حضور أمريكا على الساحة الدولية تراجع جدا وهي اليوم تحتل اعلى نسب التضخم ووضعها الاجتماعي والامني والداخلي غير سليم”.
وأعرب عن اعتقاده بأن ما جاء بالرئيس الأميركي الى المنطقة هو أمران الأول هو اقناع الدول الخليجية بانتاج وتصدير المزيد من النفط والغاز والكيان الصهيوني يأتي في المرحلة الثانية”، ولفت إلى ان “أميركا تقاتل روسيا بالأوكرانيين حكومة وجيشا وشعبا وجرّت معها كل الدول الأوروبية ومن أهم عناصر هذه المعركة هو مقاطعة النفط والغاز الروسي من قبل أوروبا”، مشيراً إلى ان “الولايات المتحدة تولت مسؤولية تأمين البديل لأوروبا والوقت ضيق بالنسبة لهم لأن الشتاء على الأبواب ويحتاجون لتخزين البديل خلال الصيف”.
وتابع نصرالله “بايدن أعلن منذ قدومه للرئاسة أنه صهيوني وهو قال ليس بالضرورة أن تكون يهوديا لتكون صهيونيا، وكل ما قاله اليوم فور وصوله حول حلّ الدولتين هي مجاملات فقط”، وقال إن “الولايات المتحدة هي من تريد العدوان على اليمن أما السعودية فهي أداة وبايدن يستطيع بكل بساطة انهاء الحرب عن اليمن ورفع الحصار”، وأوضح أن “وزير حرب العدو بيني غانتس هدد بالسير الى بيروت وصيدا وصور وهو يعلم أنه يضحك على نفسه وشعبه والاسرائيليون يعرفون أن هذا كلام فارغ”.
وأكد أن “غانتس لا يجرأ أن يمشي خطوات باتجاه غزة المحاصرة وننصحه بتذكر حرب تموز وخصوصا محاولتهم دخول بنت جبيل”، وأوضح أنه “من دروس وعبر حرب تموز التي يجب استخلاصها هي ان البيئة الشعبية في الجنوب حاضنة للمقاومة وامكانات المقاومة اليوم أكبر من اي وقت مضى”، وشدد على أن “المقاومة هي القوة الوحيدة التي يملكها لبنان للحصول على حقه من النفط والغاز لاستخراجهما وبيعهما”.
وقال امين عام حزب الله إنه “لا يخلتف أحد في الداخل على أنَّ النفط والغاز هما السبيل الوحيد للخروج من الأزمة لأن البلد ذاهب لوضع صعب جدا”، ولفت إلى أن “الأموال من البنك الدولي لن تحل الأزمة بل ستكون دينا والحل الاساسي يكون بمئات المليارات التي هي ملكنا”، مؤكداً أن “استخراج النفط والغاز يؤمن مليارات الدولارات للدولة اللبنانية دون أي ديون خارجية وهذا هو طريق الإنقاذ الوحيد للبلد”.
وشدد أن “لبنان يستطيع أن يعيق استخراج النفط والغاز من الأراضي الفلسطينية المحتلة وبذلك منعها عن أوروبا بينما هم مستعجلون على هذا الأمر”، وقال “أمامنا شهران فقط لان سلطات الاحتلال تتحدث عن استخراج النفط في أيلول المقبل وفي حال لم نتحرك لترسيم الحدود بأسرع وقت ستكون الأمور صعبة”، وإن “الوسيط الامريكي هوكشتاين لا نعتبره وسيطا نزيها فهو يعمل لصالح “اسرائيل” وهو جاء بسبب حاجة اوروبا الملحة للغاز وتهديدات المقاومة الجدية”.
ولفت السيد نصرالله إلى أن “نقطة ضعف العدو هي حاجته للنفط والغاز ونقطة قوة لبنان هي مقاومته التي تستطيع التعطيل والمنع وأقول للمسؤولين اللبنانيين ان المقاومة التي هي نقطة قوتكم الوحيدة استفيدوا منها”، وأضاف “حول موضوع المسيرات: قال البعض أنّ هذا لعمل حصل خارج الاتفاق ولكن نحن لم نتفق مع أحد ومن يعد الأميركيين بأن المقاومة لن تفعل شيئا هو يخدعهم”، وأكد “نحن أطلقنا مسيرات بأحجام مختلفة وغير مسلّحة واتفقنا أن نُرسل طائرات ليُسقطها الإسرائيلي لأننا نريد أن تُضرب صواريخ لكي يعلم العاملون في تلك المنطقة أن هذه المنطقة غير آمنة”.
ولفت إلى انه و”لأول مرة بتاريخ الكيان الصهيوني أطلقت المقاومة ثلاثة مسيرات في آن واحد وزمان واحد وعلى هدف واحد ونحن لدينا القدرة على ارسال مسيرات مسلحة وبأحجام مختلفة وبأعداد أكبر”، وإلى أن “رسالة المسيرات تقول بحجمها أننا جديون وسوف نتدرج في خياراتنا وسنقوم بما يلزم وهذه الرسالة وصلت للعدو ولدينا قدرات متنوعة في البر والبحر والجو وكل هذه الخيارات مفتوحة وكل ما يخدم قضيتنا سنقدم عليه بالحجم والوقت والشكل المناسب”، وأكد أن “هناك من يريد تدمير البلد وأن تقف الناس بالطوابير وأن تقتل بعضها من الجوع ولكن الذهاب إلى الحرب هو أشرف مما يريده العدو لنا وأقول للعدو الصهيوني وللامريكي أن رسالة المسيرات بداية متواضعة عما يمكن أن نذهب اليه”.
وأعلن السيد نصرالله عن معادلة جديدة وقال “سجّلوا المعادلة الجديدة، “كاريش” وما بعد “كاريش” وما بعد ما بعد “كاريش” ونحن نتابع كل الحقول والآبار والمنصات على امتداد الحدود الفلسطينية”، وأضاف “نقول للامريكي وللإسرائيلي إذا أردتم لهذا البلد أن يُمنع من استخراج حقوقه لاستنقاذ نفسه فلن يستطيع أحد أن يستخرج النفط أو أن يبيع النفط والغاز”.