وأسكن الله تعالي آدم و حواء ـ عليهما السلام ـ بعد خلقهما الجنة حيث سمح لهما بتناول كل ما يرغبان فيه وألا يقربا الشجرة الممنوعة ولكن أزلّهما الشيطان وجعلهما يتناولان منها الأمر الذي أدّي إلي إخراجهما من الجنة وعيشهما علي الأرض.
وصف القرآن الكريم مخالفة آدم ـ عليه السلام ـ وزوجه تعاليم البارئ بالمعصية إذ قال تعالي في الآية 121 من سورة طه المباركة "وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ".
إن كان الأنبياء معصومين من الذنب والخطيئة كما يعتقد عموم المسلمين ماذا عن آدم ـ عليه السلام ـ وكيف يمكن تبرير عمله؟
هناك خمسة رؤي شيعية حول عصمة آدم عليه السلام:
أولاً: إن ما ورد عن آدم و يوسف و يونس ـ عليهم السلام ـ يوصف بأنه "ترك الأولي" وليس ذنباً أو خطيئةً بالمعني السائد كما أن العصيان يعني التمرد وليس ترك الواجب أو فعل المحرمات بل يشتمل علي ترك المستحبات أو فعل المكروهات أيضاً.
ثانياً: يقول البعض إن نهي الله سبحانه وتعالي لآدم وزوجه من تناول فاكهة الشجرة كان مجرد توصية وأمراً دنيوياً يفتقد لآثار أخروية كما هو الأمر بالنسبة لتوصيات الطبيب وذلك لقوله تعالي "فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ" (طه / 117).
ثالثاً: قال بعض المفسرين أن منعهما من تناول الفاكهة الممنوعة لم يكن أمراً بل كان توصيةً وعملاً مستحباً فعله فيه أجر وتركه مباح.
رابعاً: زعم البعض أن قصة آدم و حواء ـ عليهما السلام ـ مجرد قصة رمزية وتمثيلية وليست حقيقة تأريخية، وإن شخص آدم ـ عليه السلام ـ في هذه القصة هو في الواقع رمز للإنسان.
خامساً: إستند بعض المفسرون إلي روايات وأحاديث تثبت أن عصيان آدم ـ عليه السلام ـ حدث قبل إبتعاثه نبياً.