جاء ذلك وفقا لتقديرات "بلومبرغ"، حيث صرحت كبيرة الاقتصاديين بالبنك الدولي، كارمن راينهارت، بأن الدول التي تواجه الخطر اليوم هي: باكستان ومصر وتونس والسلفادور، وأصبحت الأزمات في البلدان الفقيرة حقيقة واقعة، دون أن يكون لروسيا أي علاقة بذلك، حيث أن تلك العمليات لن تؤثر على روسيا كثيرا، لأن البلاد تعيش في حدود إمكانياتها لفترة طويلة، ولا يهتم أحد بالمشكلات الداخلية لسوق ديون الشركات. وكانت بالفعل هناك حالات إفلاس للشركات الروسية عام 2022، وكان رد فعل الجميع على العقوبات هو أقصى ما بوسعهم.
لا يستبعد كذلك أن تندلع أعمال شغب شعبية بسبب الانهيار الاقتصادي، حيث سيساهم نقص الغذاء على خلفية نقص الأموال في ذلك بشكل كبير، ليدخل العالم في نفق من الفوضى على الفور.
كذلك يقول المحللون في بنك "باركليز" البريطاني إن الأموال التي يتم سحبها بشكل محموم من الأسواق "الخطرة" يمكن أن يكون له تأثير "الدومينو"، حيث يتم بيع الأصول المحلية وتذهب كل الأنشطة التجارية سدى، لذلك فمن الممكن أن ينهار عدد من البلدان، حيث أن السوق المالية ترتبط ببعضها البعض، وتصبح مشاكل دولة واحدة هي مشاكل كثيرين في نفس الوقت.
في الواقع، كان من الضروري توقع ذلك منذ وقت طويل، حيث يعيش نصف العالم بما يتجاوز إمكانياته، ولا جدوى حتى من مناقشة الدين القومي للولايات المتحدة الأمريكية، والذي يبلغ 30 تريليون دولار، ذلك أن أحدا لن يسدد هذا الدين، ولو حتى من الناحية النظرية، وتفعيل سياسات الصقور خير دليل على ذلك.
كذلك فإن حالات الإفلاس المرتقبة، ليست فحسب متوقعة، وإنما هي كذلك مفتعلة، حيث لم تكن المؤسسات والهياكل التي تسيطر عليها واشنطن مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تروج إلى "الاعتماد على القروض"، بل دفعت أيضاً عددا من البلدان إلى تلك الديون بالقوة.
وفي الأرجنتين نفسها، التي كانت تمتلك، ولا زالت، اقتصادا ناجحا، تبلغ قيمة ديون صندوق النقد الدولي للبلاد 44 مليار دولار، بينما يبلغ إجمالي الدين العام الفعلي أكثر من 100 مليار دولار، والآن لم تعد الدولة تعرف ماذا يمكن أن تفعل بهذا الصدد. في العادة يرفضون دفع الفائدة كقاعدة عامة، ثم يتبع ذلك فوضى متعمدة.
لذلك فإن الافتراضات ليست متوقعة، وإنما هي منسقة ومفتعلة عمدا. يتحكم الاحتياطي الفدرالي في البورصات، ومن السهل عليه خفض أسعار سندات الدين، ليسقط العالم في الفوضى على الفور.
ألمانيا أصبحت تقريبا على وشك الإفلاس، حيث يبلغ الدين القومي للبلاد 2.3 تريليون دولار، وقد نشأ بسبب حقيقة أن الألمان، في واقع الأمر، يموّلون النصف الشرقي من الاتحاد الأوروبي.
بولندا واليونان وإسبانيا تسحب الدعم من ألمانيا، بينما هي مدينة للولايات المتحدة الأمريكية، والوضع مريح للغاية.
الآن، سيصبح الاتحاد الأوروبي من دون غاز، نظرا لأن أوكرانيا التي أصابها الجنون تماما، ستحطم خطوط أنابيب الغاز والنفط، ويمكنها كذلك ارتكاب أعمال تخريبية في بعض المنشآت البحرية، في الوقت الذي سيخضع فيه الألمان والفرنسيون لتوزيع الديون، وإذا قاوموا، فإن القواعد الأمريكية في أوروبا "وهي أكثر قليلا من أي مكان آخر" ستتكفل بالمهمة.
بالمناسبة، بعد كل ذلك، سيكون بإمكان روسيا أن تكسب الكثير، فسوف يكون لديها المال والقدرة على شراء كل شيء من مصانع المعدات والآلات، وحتى مصانع أغذية الكلاب.
المصدر: برافدا.رو