قال الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام (من تمام الحجّ والعمرة أن تُحرم من المواقيت).. وقال عليه السلام (وجب الاحرام لعلّة الحرم) ...
لقد خصصت الشريعة الإسلامية المطهرة اماكن للإحرام منها قبل اداء مناسك الحج او العمرة ، ويجب أن يكون الإحرام من تلك الأماكن ويسمى كل منها ميقاتاً، فقد حدد الإسلام مواقيت مكانية ليبدأ حجاج بيت الله إحرامهم فيها حسب البلدان او الطرق التي أتوا منها، وهي مسجد الشجرة( ذو الحليفة او آبار علي) كميقات لأهل المدينة ومن ينزل فيها متوجها للحج، ويلملم (السعدية) وهو ميقات أهل اليمن، وقرن المنازل (السيل الكبير) وهو ميقات أهل نجد، وذات عرق كميقات لأهل العراق، والجحفة كميقات لأهل الشام والمغرب ومصر ومن جاء عن طريقهم.
يُعدّ مسجد "ذي الحليفة" (الميقات)، من أبرز المواقع التاريخية في المدينة المنورة، ويقع على الجانب الغربي لوادي العقيق، وهو أحد المواقيت التي حدّدها الرسول صلى الله عليه وسلم لمن أراد الحج أو العمرة، فقد أحرم النبي في حجة الوداع والعمرة من "ذي الحليفة"، وهي ميقات أهل المدينة.
وللمسجد عدد من الأسماء، منها "ذي الحليفة"، وهو مشتق من نبات الحلفاء المعروف، ومسجد "الشجرة"، حيث كان صلى الله عليه وسلم ينزل تحت شجرة في هذا الموقع ويحرم منها إذا أراد الخروج إلى مكة بحج أو عمرة، ومسجد "الميقات" لأنه ميقات أهل المدينة، ومن مرّ بها في الطريق إلى مكة.
وبُنِيَ المسجد في عهد عمر بن عبدالعزيز، عندما كان واليَ إمارة المدينة عام 87 /93 هـ، وجُدِّد في العصر العباسي، ثم في العصر العثماني، خلال عهد السلطان محمد الرابع عام 1058هـ/1099هـ، وكان صغيراً جداً، مبنياً من الطوب اللبن والحجارة، ولم يكن الحجاج والمعتمرون في المواسم يجدون راحتهم فيه، فأمر الملك فيصل بتجديده وتوسعته.
وبالنظر إلى المكانة التاريخية التي يحتلها مسجد "الميقات"، يشهده أعداد كبيرة من المحرمين للحج والعمرة، ومن هذا المنطلق أمر الملك السعودي فهد بن عبدالعزيز ذاك الوقت، بتوسعة المسجد، فسُحِبت ملكية الأراضي المجاورة لتنفيذ المشروع وتجميل المنطقة المحيطة، وعن تلك التوسعة، فقد بُنيَ على شكل مربع مساحته 6000 متر مربع، وأضحى يتكون من مجموعتيْ أروقة، تفصل بينهما ساحة واسعة مساحتها 1000 متر مربع.
ويتسع المسجد لـ5000 مصل على الأقل، وبه مئذنة متميزة على شكل سلم حلزوني، ارتفاعها 62 متراً.
ويتكون المسجد من سلسلة صفوف من الأورقة المزينة بالنقوش والزخارف الاسلامية وهي مرتبة على التوالي ومفصولة بمساحة (6م2)، والمسافة المكررة لعقود الرواق هي 9ر6م وقد صممت محمولة على أعمدة ضخمة لتكسبها جمالية استثنائية ومتانة للسقوف والجدران.. اما صفوف الأروقة فترتفع من فوقها مجموعة من القباب الطويلة يصل ارتفاع الواحدة منها الى قرابة (16م) من مستوى الأرض ويصل عددها الى المائة قبة، وهناك قبة واحدة فقط محمولة على قاعدة مربعة بضلع (4ر5م) فوق المحراب، وارتفاعها (28م)، أما المنارة الحديثة الطراز فارتفاعها (64م)، وقد غطيت أرضية المسجد بالرخام والجرانيت المزخرف، وصممت الأبواب من اجود انواع الخشب لتفتح على مدار اليوم للمصلين والمحرمين.
ويتصل "الميقات" مباني الإحرام والوضوء، كما بُنيَ من جهته الشرقية سوق لتأمين حاجات الحجاج، وأنشئت في الجهة الغربية منه مواقف سيارات وحديقة نخل واسعة.
مسجد الشجرة..
سمي بهذا الاسم حسبما ورد في الروايات كونه مبني في موضع الشجرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفيأ تحتها في المدينة، ويقال له مسجد ذي الحليفة ايضاً لوقوعه في منطقة ذي الحليفة بفتح الحاء وكسر اللام وهي اسم لماء بين بني جشم بن بكر من هوزان وبين بني خفاجة رهط توبة.. وهي قرية بينها وبين المدينة اثنا عشر كيلاً ويطلق عليها اليوم تسمية مسجد آبار علي سلام الله عليه نسبة الى الآبار التي حفرها عليه السلام عندما أقام في ذي الحليفة.. وسمي ايضاً بمسجد الميقات او الإحرام.