وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ”أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا۟ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓا۟ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوٓا۟ أَن يَكْفُرُوا۟ بِهِۦ وَيُرِيدُ ٱلشَّيْطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَٰلًۢا بَعِيدًا“..
(نحن لا نحتاج الى حوار هدفه وضع المعارضة السياسية مقابل الإرادة الشعبية وطموحاتها وتطلعاتها المشروعة في التغيير السياسي، نحن نحتاج الى أن يعلن آل خليفة ماذا سيقدمون للشعب ليقول الشعب كلمته الفصل).
كانت تلك الكلمات هي الرؤية التي تقدم بها العلامة المجاهد سماحة الشيخ محمد علي المحفوظ في مقابل ما سمي حينها بالمبادرة التي تقدم بها ولي العهد سلمان بن حمد للحوار مع المعارضة السياسية، وذلك بعد تفجر ثورة الرابع عشر من فبراير عام ٢٠١١م، والتي أصبحت منذ انطلاقها نهجاً صريحاً وواضحاً لسردية الحوار الذي تطالب به جمعية العمل الاسلامي ولحد هذه اللحظة.
إن موقف جمعية الاسلامي "أمل" من دعوات الحوار التي يطلقها البعض - أو يداولها - بين الفينة والأخرى متبلور وواضح لنا منذ اليوم الاول للثورة - الظافرة إن شاء الله تعالى - في إنه: (عندما تكون مطالب الشعب واضحة فلا معنى لعقد جلسات ليس لها برنامج ولا هدف ولا اعتراف بالطرف المقابل)!
فأي حوار ليس برنامجه:
- السيادة الكاملة في الحكم للإرادة الشعبية.
- اختيار نظام الحكم المقبول شعبياً.
- الديمقراطية العادلة التي تنهي عقود طويلة من الإستفراد والإستبداد بالسلطة والنظام السياسي.
- صياغة دستور عقدي مقبول من قبل شعب البحرين.
- إنصاف ضحايا القمع والقبضة الأمنية الحديدية الشرسة بما يستحقونه من تعويض وعلى رأسهم الشهداء الأبرار والمعتقلين والمشردين.
- معاقبة مرتكبي جرائم القتل والتعذيب ومحاسبة المسؤولين عن جميع الجرائم الحاطة بالكرامة الإنسانية والتي إرتكبتها السلطة لمواجهة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير. ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب.
فإنه لن يكون مقبولا من قبل جمعية العمل الاسلامي، بل تعتبره مضيعة للوقت والتفاف على مطالب الشعب الحقيقية وعلى الاستحقاقات الوطنية الواجبة واللازمة التنفيذ.
وهنا نؤكد بأن جمعية العمل الاسلامي "أمل" لن تشارك في أي حوار لا يتضمن هذه المبادئ التي تمثل الحد الأدني من الاستحقاقات الوطنية التي تحافظ على المطالب العادلة والمشروعة للإرادة الشعبية والتي قدم من أجلها شعبنا العزيز التضحيات الجسام، والذي يستمر في ثورته المباركة لأكثر من عقد من الزمن متمسكاً بها، وهي التي تحرم فيها دماء الشهداء الأبرار النزوح عنها أو المساومة عليها مع أي طرف كان وتحت أي ظرف كان.
وإن جمعية العمل الاسلامي ترفض أي حوار لا يفضي إلى تنفيذ الاستحقاقات الوطنية، وكذلك ترفض الحوار الذي يتم تفصيله على مقاس السلطة فحسب، والذي يكرّس من خلاله الإستبداد والسيطرة الشمولية المطلقة لنظام الحكم، ولن تكون الجمعية طرفاً تحت أي ظرف لشرعنة الإستبداد والإستئثار المطلق بالسلطة والموارد لأي أحد ولأي طرف كان، بل نؤكد على أننا ماضون ومستمرون مع شعبنا العزيز في النضال الوطني من أجل انتزاع الحقوق السياسية واستعادة الشرعية للإرادة الشعبية، وإننا لن نتخلى عن طموح وتطلعات شعب البحرين في استعادة كرامته وحريته المسلوبة وإقرار نظام حكم عادل يختاره الشعب بحريته وإرادته، والذي يكون عماده؛ الشعب صاحب السيادة ومصدر السلطات تحت مظلة الدين الإسلامي الحنيف.
قال تعالى:”وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُوا۟ ٱلطَّٰغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ“١٧-الزمر.
اللهم إرحم شهداءنا الأبرار وأجعل لهم قدم صدق عندك ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
جمعية العمل الإسلامي "أمل"
المنامة - البحرين
الجمعة ١ ذو الحجة ١٤٤٣هـ
الموافق ١ يوليو /تموز ٢٠٢٢م
#العمل الإسلامي - البحرين