وحذّرت الأمم المتحدة، في وقت سابق، من أنّ نصف أفغانستان مهددة بنقص الغذاء.
ويتعلق الأمر بمبلغ 3,5 مليارات دولار من الاحتياطات المجمّدة، وهو نصف المبلغ الذي قامت الولايات المتحدة بتجميده.
وقال البيت الأبيض في بيان إنّه يعمل "بشكل عاجل" لإيجاد طرق لضمان استخدام الأموال لمساعدة السكان.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير قالت، في وقت سابق، إنّ "الجهود مستمرة في سبيل تحريك هذه الأموال من الاحتياطات المجمدة".
في المقابل، أكّد عضو في مجلس إدارة البنك المركزي الأفغاني أنّ هذا الأمر قد يستغرق وقتاً لتحقيقه.
وقال عضو المجلس الأعلى في البنك المركزي شاه محرابي لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ "المفاوضات جارية"، موضحاً أنّ "تفاصيل الآلية لتحويل الاحتياطات للبنك المركزي لم يتم الانتهاء منها بعد".
كذلك، اقترح "إفراجاً محدوداً ومراقباً للاحتياطات بمبلغ 150 مليون دولار شهرياً لسداد قيمة الواردات".
ورأى محرابي أنّ هذا الأمر "سيساعد في استقرار الأسعار، ويساعد في تلبية احتياجات الأفغان ليتمكنوا من شراء الخبز وزيت الطبخ والسكر والوقود، ما يخفف من معاناة العائلات التي تواجه تضخماً مرتفعاً".
من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة خارجية "طالبان" حافظ ضياء أحمد أنّ وزير خارجية حكومة "طالبان" أمير خان متقي وصل إلى العاصمة القطرية برفقة مسؤولين في وزارة المالية، ومسؤولين من البنك المركزي، لإجراء المحادثات.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنّ المبعوث الخاص لأفغانستان توم ويست سيشارك في المحادثات، مشيرةً إلى أنّ الولايات المتحدة تركز على مجموعة من الاهتمامات، بما في ذلك حقوق الانسان، وفتح المدارس أمام الفتيات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية: "لا يجب النظر إلى أي من هذه الارتباطات على أنّها تضفي الشرعية على طالبان أو ما تسمى حكومتها، بل مجرد انعكاس لواقع أننا بحاجة لإجراء مناقشات من هذا النوع بهدف تعزيز المصالح الأميركية".
وعقدت الولايات المتحدة أول محادثات لها وجهاً لوجه مع "طالبان" منذ انسحابها من أفغانستان في آب/أغسطس 2021.
وسبق أن أعلنت واشنطن أنّها "ستساهم بنحو 55 مليون دولار في جهود الإغاثة"، التي أصبحت أكثر إلحاحاً بسبب الزلزال، ووجهت المساعدات للمنظمات العاملة في أفغانستان.
ولا تعترف الولايات المتحدة بحكم "طالبان" في أفغانستان منذ أن استولت الحركة على السلطة في آب/أغسطس 2021. وتمّ بعدها تجميد مليارات الدولارات من الأصول المحتجزة في الخارج، وتوقفت المساعدات الدولية الغربية التي تعتمد عليها البلاد منذ عشرين عاماً، وأصبحت تقدم اليوم بالقطارة.
وتعاني أفغانستان من أزمة اقتصادية بعدما جمدت دول مختلفة أصولها المودعة في الخارج وقطعت عنها المساعدات، بينما انهارت العملة.
وجمّد الرئيس الأميركي جو بايدن، في شباط/فبراير الماضي، 7 مليارات دولار من أموال البنك المركزي الأفغاني كانت مودعةً لدى مؤسسات مالية أميركية، وقال إنّه سيخصص نصفها لتعويضات طالبت بها عائلات ضحايا هجمات 11 أيلول/سبتمبر.