ونفذ مئات المهاجرين الأفارقة أغلبهم من السودان عملية اقتحام الأسوار التي تفصل الجيب الإسباني مليلية عن المغرب، ولقي 23 مهاجرا حتفهم وأصيب المئات بجروح، وتتحدث جمعيات محلية في الناضور المتاخم لمليلية عما يفوق 30 قتيلا.
ووزعت السفارة المغربية في مدريد بيانا على الصحافة الإسبانية تتهم فيه الجزائر بالتراخي في مراقبة حدودها لدخول آلاف الأفارقة. وذهبت الصحافة المغربية الى اتهام الجزائر مباشرة بمساعدة مهاجرين لديهم تدريب عسكري على التسرب الى المغرب وتنظيم اقتحام أسوار مليلية للتشويش على العلاقات الإسبانية-المغربية التي استعادت طبيعتها بعد أزمة طويلة. وقال بيان السفارة “إنّ العنف المفرط للمهاجمين يشير إلى وجود مستوى عالٍ من التنظيم، وقادة متمرّسين ومدرّبين من ذوي الخبرة في مناطق النزاع”.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألفاريس يوم الثلاثاء حول اتهام الجزائر أنه لا يمكن توجيه الاتهام الى أي جهة طالما لم يسفر التحقيق عن نتائج ملموسة، وتعهد بالتحقيق رفقة السلطات المغربية حول مقتل المهاجرين ال 23.
وتجنب وزير خارجية اسبانيا التورط في اتهام الجزائر في وقت تمر منه العلاقات بين بلاده والجزائر بأسوأ أزمة خلال العقود الأخيرة، دفعت بالجزائر الى سحب سفيرها من مدريد وعرقلة التبادل التجاري ووقف العمل باتفاقية الصداقة وحسن الجوار الموقعة بين البلدين سنة 2002. وتدرك إسبانيا أن توجيه الاتهام الى الجزائر هو انحياز الى المغرب، وقد يدفع بالجزائر الى إجراء متطرف قد يمتد الى التقليل من صادرات الغاز.
هذا ونقلت جريدة الشروق الجزائرية عن المبعوث الخاص للمغرب العربي والصحراء الغربية عمار بلاني في تصريح لـ”الشروق”، إنّ “النظام المغربي لا يمتلك الشجاعة لتحمّل العار، لذلك فهو يبحث دائمًا عن كبش فداء للتهرّب من المسؤولية”. وأضاف بلاني:” على الرباط أن تعترف بتسوياتها الزائفة لوضعيات المهاجرين القادمين من دول الساحل، بدلاً من إلقاء الحجارة بطريقة غير شريفة على جيرانها”.