عن سورة هود، سُئل النبي الأكرم محمد (ص) "يا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أسْرَعَ إلَيْكَ الشَّيْبُ؟ قال "أجَلْ شَيَّبَتْنِي هُودٌ وأخَواتُها" للصورة التي رسمتها عن العدل الإلهي والعذاب في يوم القيامة.
إن سورة هود هي السورة الحادية عشر بحسب ترتيب السور في المصحف الشريف ولها 123 آية وتعدّ الثانية والخمسون من حيث ترتيب النزول على النبي(ص).
موضوع سورة هود يشترك مع غيره من موضوعات السور المكيّة من حيث المضمون، فقد اشتملت على أمور العقيدة، والايمان الوحي، وتوحيد الله عزوجل وإفراده بالعبادة، وتطرقت إلى البعث، والثواب والعقاب، كما ذكرت إعجاز القرآن وإحكام آياته، ومحاججة المشركين في ذلك وتحديهم بلغتهم، وذكر قصص بعض الأنبياء مع أقوامهم لتسلية الرسول وتثبيت قلبه، واختتمت الآية كما باقي السور المكية بوصف الإسلام والقرآن والنبي محمّد، والدعوة إلى الإيمان بما جاء به.
إن هودا (ع) كان من أنبياء الله بُعث قبل الميلاد بـ 700 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية.
ورد اسم النبي هود(ع) عدة مرات في القرآن الكريم وسميت إحدى السور القرآنية باسمه، وتروي سورة هود سيرة نبي الله هود (عليه السلام) وقصته مع قومه.
ونزلت السورة قبل هجرة الرسول(ص) إلي المدينة المنورة حيث فقد رسول الله (ص) عمّه وزوجته ولهذا جاءت السورة بآيات مطمئنة في بدايتها ثم روت الصعوبات التي مر بها الأنبياء (ص) من قبل والإنتصارات التي حققوها.
وتروي السورة المباركة قصة نوح وهود وصالح ولوط وإبراهيم وموسي (عليهم السلام) وما عانوه من أجل الناس والعذاب الذي أنزله الله علي اولئك الأقوام لظلمهم وذنبهم.
وتعرض السورة في آياتها الأربع الأولي مبادئ قرآنية ثم تشرحها في الآيات الأخري وهي التوحيد والنبوة والمعاد والوعد الإلهي للمؤمنين والصالحين.
وتحمل السورة في طياتها آيات مرعبة عن القيامة ومحكمة العدل الإلهي وجزاء المذنبين يوم القيامة ومعاقبة الظالمين ولهذا جاء قول رسول الله(ص) "شيّبتني سورة هود".
وروي عن "عبدالله بن عباس" في تفسير الحديث الشريف أنه لم تكن هناك أشد لدي رسول الله(ص) من الآية الـ 112 من سورة هود المباركة "فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْت وَ مَنْ تابَ مَعَك".