نددت شبكة قنوات "الجزيرة" الإعلامية في بيان لها بسحب تراخيص مراسلين ومصور في مكتبها في العاصمة السودانية الخرطوم.
وكان جهاز الأمن السوداني قد أبلغ مدير مكتب الشبكة في الخرطوم، بسحب رخصتي عمل الزميلين أسامة سيد أحمد وأحمد الرهيد المراسلين في المكتب، وسحب ترخيص الزميل المصور في قناة "الجزيرة مباشر" بدوي بشير.
وأكدت الشبكة في بيانها أن "مراسليها ملتزمون بسياستها التحريرية في تغطية الشأن السوداني، وتطورات الأحداث الجارية في البلاد" معتبرة أن "الإجراء متعسف وفاقد لأي مبررات موضوعية، ومناقض لحرية الإعلام".
كما شددت في بيانها على "تمسكها بالثوابت المهنية الواردة في ميثاق الشرف المهني الخاص بها، والتزامها في كل تغطياتها وبرامجها بأرقى المعايير المهنية التي تبنتها منذ انطلاقها".
وجددت الشبكة "حرصها الدائم على نقل أخبار السودان إلى مشاهديها في كل أنحاء العالم بكل احترافية، وعرض مختلف الآراء ووجهات النظر لتقديم صورة حقيقية لما يجري هناك، رغم كل التحديات التي تواجهها على الأرض".
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "كوش نيوز" السودانية، عن "مصدر موثوق" قوله إن السودان عبر سفيره في الدوحة أبلغ السلطات القطرية "احتجاج الحكومة الرسمي على تغطية قناة الجزيرة للاحتجاجات في السودان".
وقالت المصدر إن سفير السودان بقطر أجرى اتصالات عديدة بكل الجهات ذات الصلة بقناة الجزيرة بشقيها الإداري والتحريري والسياسي والذي يتصل بتشابك الخطوط الإعلامية والسياسية.
ولم يستبعد المصدر أن تتناول لقاءات الرئيس البشير المصدر مع أمير قطر تميم بن حمد، اليوم الأربعاء، ملف قناة الجزيرة "التي درجت على نقل الاحتجاجات الأخيرة بالسودان بطريقة لم تستحسنها الحكومة السودانية" على حد قوله.
وتأتي زيارة البشير إلى قطر في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين خرجوا احتجاجا على غلاء المعيشة وندرة المواد الأساسية من بينها الدواء.
ويواجه البشير، الموجود في سدة الحكم منذ نحو 30 عاما، احتجاجات غير مسبوقة تطالبه بالتنحي عن السلطة.
وقال إن تلك الاحتجاجات لن تجبره على ترك منصبه، وإنه لن يغادر منصبه إلا عن طريق الانتخابات.
ويشهد السودان احتجاجات دامية منذ 19 ديسمبر(كانون الأول) عقب قرار الحكومة زيادة سعر الخبز ثلاثة أضعاف.
والتظاهرات التي تحولت بسرعة إلى احتجاجات ضد حكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ ثلاثة عقود، أدت إلى مقتل 26 شخصا حتى الآن بحسب مسؤولين. وتقول منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى تجاوز الـ40.