إن سورة الأنعام هي السورة السادسة من حيث ترتيب السور في القرآن الكريم وتعتبر السورة الخامسة والخمسين من حيث ترتيب النزول على النبي محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ ولها 165 آية وتقع في الجزئين السابع والثامن من المصحف الشريف.
وسورة الأنعام هي من السور المكية التي نزلت بأكملها علي رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وتبدأ بالثناء لله عزَّ و جلِّ، كما نشهد أنه يتكرر في السور المكية شرح أصول الدين من التوحيد والنبوة والمعاد.
وسميت بالأنعام لتطرقها إلي الأنعام (الأبقار والمواشي والجمال) في 15 آية.
وتهدف السورة إلي تبيين مبدأ التوحيد وهذا ما جاء من خلال حوار النبي ابراهيم ــ عليه السلام ـ مع المشركين حول عبثية عبادة النجوم والقمر والشمس.
ومن خلال هذا الحوار الذي يسرده القرآن الكريم أراد الله تعالي إثبات إيمان النبي إبراهيم ــ عليه السلام ـ بمن سبقه في الدعوة من الأنبياء منهم إسحاق و يعقوب.
ومن خلال رواية القصة يذكر القرآن الكريم أسماء الأنبياء ـ صلى الله عليهم وعلى آلهم ـ وهو أكبر عدد من الأسماء تشير إليه سورة في القرآن الكريم حيث تشير سورة الأنعام إلي 17 إسماً.
ثم تشير السورة إلي رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ خاتماً للنبيين وتبدأ السورة مخاطبته وتأكيد أن دعوته للعالمين وليست لفئة من الناس دون الأخري.
وتعدّ سورة الأنعام بياناً وشرحاً شاملاً للعقيدة والشريعة الإسلاميتين وجلّها تعبيراً عن مواقف الدين ورداً علي الشبهات وإشكاليات المشركين حيث يرد عليها الله سبحانه وتعالي ويجنب الناس إياها علي لسان نبيه محمد صلى الله عليه وآله.
وفي هذا الإطار جاء فعل "قل" 44 مرة ليعبر رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ عن الردّ الإلهي علي العقائد الباطلة آنذاك ونبذ عقيدة كل من يرفض مبادئ التوحيد والنبوة والمعاد.
إن السورة تعكس إهتمام القرآن الكريم بإصلاح العقيدة سيما فيما يتعلق بمبدأ التوحيد.