وبحسب صحفيين ورواد التواصل الاجتماعي أن المؤتمر عقد على وقع تدابير أمنية شديدة بمشاركة 120 شخصية بارزة من 21 بلدا، ضم " نخبة" من القادة السياسيين والخبراء بقطاعات الصناعة والمال والجامعات والاعلام فضلا عن العمال، فيما أكدت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن اعمال المؤتمر هذا العام تمحورت حول القضايا الامنية والعسكرية.
وبحسب الموقع الرسمي لمؤتمر او مجموعة "بيلدربرغ" فان محاور المؤتمر هذه السنة شملت مواضيع "الاصلاحات الجيوسياسة" ، و" تحديات الناتو"، "الصين" و"اعادة تشكيل الهند" والمحيط الهادئ و"التنافس التقني الاميركي الصيني"، بجانب روسيا واستدامة "الحكومات والاقتصاد"، و"الاختلال في النظام المالي العالمي" و"المعلومات المغلوطة"، و"الأمن واستدامة الطاقة"، "الصحة بعد الجائحة"، واوكرانيا، و"تشظي المجتمعات الديموقراطية".
تأسس مؤتمر بيلدربيرغ عام 1952، غير أن بدايته الحقيقية كانت في مايو/أيار 1954 بفندق بيلدربيرغ بمنطقة أوستركيب الهولندية، وحمل المؤتمر منذ ذلك الوقت اسم الفندق الذي شهد لقاءه الأول.
ينعقد المؤتمر سنويا وينظم مرة كل أربع سنوات في الولايات المتحدة أو كندا، وغير اسمه من مجموعة إلى مؤتمر بدءا من عام 1957، ويصنف كمنتدى "نخبوي لتبادل الخبرات والمعلومات بين صناع القرار وأصحاب النفوذ الغربيين حول قضايا عالمية."
يشارك بمؤتمر بيلدربيرغ السنوي ما بين 130 و140 عضوا من أكثر من عشرين دولة يطلق عليهم "زبدة الزبدة"، ويمثل معظم هؤلاء الأعضاء دولا أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وفي عام 1989 بدأ المؤتمر بدعوة شخصيات من خارج الحلف الدفاعي الغربي.
تمثل أوروبا بنسبة ثلثي الأعضاء في بيلدبيرغ والولايات المتحدة وكندا بنسبة الثلث الباقي، وينتمي ثلثا المشاركين بالمؤتمر إلى قطاعات السياسة والاقتصاد والإعلام والتعليم العالي والدفاع والأمن، بينما يمثل الثلث الآخر حكومات ومؤسسات سياسية.
وتوالى على مؤتمر بيلدربيرغ سبعة رؤساء أولهم مؤسسه الأمير الهولندي بيرنهاردت الذي رأسه لأكثر من عشرين عاما، ثم استقال منه بعد الكشف عن تورطه بفضيحة رشوة مدوية مع شركة لوكهيد الأميركية لصناعة الأسلحة.
يناقش مؤتمر بيلدربيرغ قضايا دعم العلاقات بين ضفتي المحيط الأطلسي، ويعتبر منظمو المؤتمر أن هذه النقاشات تهدف لتبادل المعلومات والخبرات وليس لإيجاد حلول للمشكلات المتعلقة بالقضايا موضوع النقاشات.
وقد ناقش هذا التجمع النخبوي الغربي في عامه الأول أربعة محاور رئيسية هي الشيوعية والاتحاد السوفياتي، ومستعمرات الغرب السابقة وشعوبها، والسياسات الاقتصادية الرأسمالية ومشكلاتها، والاندماج الأوروبي وسياسة الدفاع الأوروبية المشتركة.
وفي سنة 2015 ناقش قضايا بينها تسليح أوكرانيا وتنظيم داعش، وأزمة اليونان وأحدث أنظمة التسليح والتجسس الغربية.
يعتبر منتقدو المؤتمر بأنه مسرحا انطلقت منه أحداث عالمية منها قيام الاتحاد الأوروبي، وتوحيد الألمانيتين، واعتماد اليورو عملة أوروبية موحدة، وغزو العراق. فيما وصفه الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو للمؤتمر بـ "حكومة العالم السرية". ويتهمون بيلدربيرغ ايضا بخدمة المصالح الاقتصادية للقوى الغربية الرئيسية، والسعي لإثارة الاضطرابات بين الطبقات لإبراز النخبة كمنقذ يتمكن من تمرير الرقابة والتسلط الحكومي في السياسية والاقتصاد.
ويعزز طابع الغموض المصاحب لبيلدربيرغ وعدم مشاركة منظمات المجتمع المدني فيه أو السماح لوسائل الإعلام بتغطيته، وبقاء مقرراته طي الكتمان، من الاتهامات التي تتكرر وتتزايد سنويا.
وسعيا منهم للتخفيف من حدة الانتقادات الموجهة إليهم، أنشأ منظمو المؤتمر منذ التسعينات موقعا إلكترونيا رسميا، ينشرون فيه أسماء المشاركين والقضايا موضوع النقاش.
يساعد رئيس مؤتمر بيلدربيرغ أمينان عامان واحد من أمريكا وآخر من كندا، ويتولى الثلاثة اختيار الأعضاء المشاركين سنويا بالمؤتمر وتوجيه الدعوة لهم.
ويشارك في اعمال مؤتمر هذا العام، وزير الخارجية الامريكي السابق " مايك بومبيو" ويلقي كلمة فيه رغم عدم تواجد اسمه بقائمة المدعوين، كما يحضر " جاريد كوشنر" صهر ومستشار الرئيس الامريكي السابق "دونالد ترامب" بالاضافة الى العديد من المسؤولين الامريكيين.
وكتب الغارديان حول اعمال المؤتمر هذا العام بأنها "تنذر بالهرج والمرج والأزمات منها بند تحديات الناتو على رأسها ملف اوكرانيا".
وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية فإن اعمال المؤتمر 2022 الذي عقد في فندق "ماندارين اورينتال" الفخم، يمثل مجلسا أعلى للحرب بقيادة المحارب القديم "ينس ستولتنبرغ" ( أمين الناتو) وإلتحق بركبه كل من " أوكسانا ماركارو" سفير اوكرانيا في الولايات المتحدة والمدير التنفيذي لشركة النفط والغاز الاوكرانية الحكومية.
وأومأت الغارديان أن خبراء روس واوكرانيين شاركوا بالمؤتمر بجانب تزويد قاعة المؤتمر بشاشات للمداخلات عبر الأنترنت وقد يكون " فلاديمير زيلنسكي" أحد هؤلاء الافراد المشاركين افتراضيا بالمؤتمر.
وذكرت أن قائمة المشاركين في مؤتمر بيلدربرغ مليئة بالمستشارين العسكريين منهم رئيس الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، اضافة الى "ويليام برنز" رئيس وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه".