قامت هيئة تحرير الشام منذ أيام بأعمال حفر خنادق ضخمة وإقامة سواتر ترابية، لفصل مناطق نفوذها في إدلب عن مناطق نفوذ الفصائل التي تدعمها تركيا في ريف حلب.
وقالت مصادر محلية في إدلب إن "هيئة تحرير الشام تستخدم عشرات الآليات في عملية حفر الخنادق، إضافةً إلى استخدامها المخطوفين لديها للقيام بأعمال إزالة الأتربة ورفع سواتر ترابية فيها على طول المناطق شمال إدلب، والملاصقة لمناطق فصائل ما يسمّى الجيش الوطني المدعوم من تركيا".
وأشارت المصادر إلى أن "هدف هيئة تحرير الشام من أعمال حفر الخنادق هو عزل مناطق نفوذها عن منطقة عفرين، ومنع أعمال التهريب التي تؤثر على مصالحها الاقتصادية في تمويل تنظيمها"، مضيفةً أنّ "عملية الحفر تجري بدءاً من بلدة أطمة شمال إدلب وصولاً إلى دير بلوط في ريف عفرين شمال غرب حلب".
وبيّنت المصادر أنّ "عمق الخندق الذي تقوم بحفره الهيئة يتجاوز 4 أمتار، ويُرفع أمامه ساتر ترابي بنحو مترين، حيث تستخدم عشرات المخطوفين في سجونها للقيام بأعمال الحفر، وذلك وسط حراسة مشددة، لمنع أي حالات هروب قد تحدث خلال الأعمال".
وتعيش مئات العائلات في مناطق نفوذ الجولاني على أعمال التهريب، ولا سيّما العائلات المقيمة في المخيمات، من خلال تهريب المواد الغذائية والمحروقات من مناطق سيطرة الفصائل التركية إلى مناطق الجولاني، وبيعها نتيجة فارق السعر بين المنطقتين.
وكانت هيئة تحرير الشام قتلت عدداً من المدنيين خلال محاولتهم تهريب المحروقات والمواد الغذائية من ريف حلب إلى مناطق نفوذها، وآخرهم امرأة في العقد الثالث من عمرها، قُتلت برصاصة في الرأس أطلقها مسلّحو الجولاني خلال محاولتها نقل "بيدون" مازوت وبيعه لتأمين الطعام لأطفالها الأربعة، في أحد مخيّمات بلدة أطمة شمال إدلب.