وفي الكلمة التي ألقاها عبر الشاشة في المهرجان الانتخابي الكبير "نحمي ونبني"، والذي أقيم في بعلبك وفي رياق وفي مشغرة، خاطب سماحته أهل البقاع بالقول: "أنتم أهل المقاومة وزندها وقبضتها وعقلها وعيونها وقلبها وعاطفتها وحضوركم في هذا المهرجان هو دليل ورسالة وجواب واضح.
وأكّد أن هذا الحضور الكبير هو المتوقع، وليس مفاجئاً، وقال: "أشكر لكم حضوركم وهذا الحضور ليس مفاجئاً لنا بل يتفاجأ به المتآمرون، الذين كان هدفهم أن تنقلب بيئة المقاومة على المقاومة، لافتاً إلى أن أكثر منطقة كانت مستهدفة هي البقاع وخصوصاً منها بعلبك الهرمل.
وتوقف السيد نصر الله في كلمته عند الجريمة التي ارتكبها جنود الاحتلال الصهاينة، وأدت إلى استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة، أثناء تغطيتها للاعتداءات الصهيونية في مخيم جينين بالضفة الغربية المحتلة. مشيراً إلى أن "أبو عاقلة" كانت الشاهدة على جرائم العدو خلال سنوات طويلة".
وقال سماحته: "شيرين أبو عاقلة، كانت الشاهدة على مظلومية الشعب الفلسطيني، وما يجري عليه من جرائم واعتداءات، وأصبحت اليوم الشهيدة المظلومة في جريمة من تلك الجرائم والشاهدة الشهيدة المظلومة، مؤكداً أن حقيقة العدو "الإسرائيلي" الوحشية لم تتغير من مجازر فلسطين إلى لبنان.. إلى مصر.
أضاف: "هذه الجريمة رسائلها قوية جدًا للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية ولكل العالم.. الرسالة الأقوى في شهادة هذه السيدة المظلومة أنها مسيحية، والرسالة تقول للجميع إن الاحتلال اعتدى على الجميع مسلمين ومسيحيين.. رسالة دماء شيرين أبو عاقلة تقول إن الجميع في خطر.. أرواحهم وأرزاقهم ومستقبلهم ومصيرهم ومقدساتهم.. الرسالة تقول إن هذا الكيان العنصري المستعلي على جميع البشر لم يتغيّر، ولم يتبدّل مهما فعل المطبعون".
وتوجه السيد نصر الله بالعزاء لعوائل الشهـداء في نبل والزهراء الذين يعملون في جيش الدفاع المحلي والذين سقط لهم أكثر من 10 شـهداء اليوم شمال حلب
وأكد السيد نصر الله، أن البقاع وأهله كانوا دائماً جزءاً أساسياً من المـقاومة، تأسيسًا وجبهة وحضوراً في الميدان وإسناداً ودعماً وعلى أرضه حصلت المواجهة الأهمّ عام 1982 التي أوقفت تقدم العـدو، معركة السلطان يعقوب، ومعركة المديرج التي أعطت رسالة واضحة للاحتلال أنه خلال أيام قليلة بدأت عمليات المقاومة حيث تفاجأ باستنفار أهل البقاع وبالفعل الاجتياج توقف".
وقال: "البقاع حصلت على أرضه أهم مواجهة أدت الى توقف الاجتياح، ومقاومتنا انطلقت من تلال البقاع وسهله وبيوته وقلوب أهله.. نذكر في تلك السنوات الأولى منذ عام 1982 كانت العمليات تحصل في المناطق المحتلة وردّ الفعل "الإسرائيلي" يحصل في البقاع... القصف "الإسرائيلي" لم يكن فقط للانتقام من عمليات المقاومة بل كان سياسة "إسرائيلية" متبعة دائمًا ليضغط على الناس، وهدفه أن يقول لأهل البقاع أخرجوا المقاومة من بلداتكم".
السيد نصر الله: إما أن تكونوا مع من يدافع عنكم أو مع من يتآمر عليكم
وأضاف السيد نصر الله: "من ارض البقاع انطلقت العمليات إلى البقاع الغربي وسقط شهداء قادة، إلى أن تحرر البقاع ومع ذلك لم تتوقف العمليات في جبهة البقاع الغربي، لائحة طويلة من الشهداء سقطوا في بعلبك الهرمل والبقاع الغربي والأوسط، على أرض الجنوب من البقاع استشهد أغلى وأعز رجالكم السيد عباس الموسوي والسيدة أم ياسر الموسوي.
وتابع: "وفي حرب تموز، كنتم حاضرين في هذه الحرب ورجالكم يشاركون في الجبهات، أنتم حزب الله، وأنتم المقاومة، ولا يصح أن نقول أنتم مع المقاومة.. أربعون عاماً لم تبخلوا بدمّ ولا بعزيز ولا بشئ وكانت المقاومة خياركم وعزمكم وبصيرتكم".
وتوجّه السيد نصر الله إلى أهل البقاع، بالسؤال: "ما هو ردكم على كل الذين يتآمرون على المقاومة وسلاحها؟ هؤلاء يتآمرون على تضحياتكم وعلى انتصاراتكم ويجب أن يكون جوابكم بهذا المستوى أيضًا.
وأردف: "يجب أن نتذكّر الذين وقفوا إلى جانب لبنان أي سوريا وإيران وهما جزء اليوم من الحملة الانتخابية، ويجب أن نتذكّر من وقف إلى جانب "اسرائيل" وساندها وفي مقدمهم أميركا وبعض الدول العربية من تحت الطاولة، ويجب أن نتذكّر من كان جزءاً من جبهة العدو، واليوم يتحدث عن الحرية والاستقلال..
ولفت السيد نصر الله إلى أنه "لو قُدّر لمشروع الجماعات الإرهابية أن ينتصر في سوريا لشكّل خطراً على البقاع وعلى كل لبنان، مشيراً إلى أن الجيش اللبناني مُنِع بقرار سياسي من مواجهة الجماعات الإرهابية في الجرود. في معركة الجرود هناك من منع الجيش من المواجهة.. هؤلاء لو كانوا أكثرية في أي حكومة لن يجرؤوا يومًا على اتخاذ قرار ليرد الجيش اللبناني على أي عدوان.. هؤلاء أرسلوا الوفود وعقدوا المؤتمرات الصحفية.. هل تنسون ذلك؟".
وسأل السيد نصر الله: "لو لم يكن هذا السلاح موجوداً الذي تُطالبون بنزعه في بعلبك الهرمل، أين كانت زحلة والبقاع الغربي وراشيا والبقاع وكل لبنان؟".
وتوجه إلى "أهلنا المسيحيين" في البقاع: "أسألكم.. وارجعوا إلى ضمائركم.. قيادات بعض الأحزاب المسيحية التي راهنت على الجماعات المسلحة ومنعت الجيش أن يقاتل هل فكرت بكم؟ بدمائكم؟ ببيوتكم؟ بأموالكم؟ بأعراضكم؟ بأمنكم؟ بكرامتكم؟ أنا أقول لكم لم يفكروا بذلك..".
وشدّد على أن الذين دعموا الجماعات الإرهابية كان همهم سقوط الدولة في سوريا ومحاصرة المقاومة في لبنان، وقال: "إذا كنّا ننعم بالأمن والأمان فذلك ببركة الشهيد القائد مصطفى بدر الدين والشهداء القادة والمجاهدين".
وأضاف: "عليكم أن تحسموا فإما أن تكونوا مع من يدافع عنكم أو مع من يتآمر عليكم.. هل تكونوا مع اليد التي حملت البندقية لتدافع عنكم، أو مع من قدم البندقية للجماعات المسلحة للهجوم عليكم؟ وهم موجودون في اللائحة الأخرى عل كل حال..".