وفي مقابلةٍ له مع صحيفة "فاينانشال تايمز"، بشأن روسيا والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أكد كيسنجر أنّنا "نعيش الآن في حقبة مغايرة كلياً".
وحين سُإل عمّا سيحدث للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين بعد إنتهاء الأزمة في أوكرانيا، قال الوزير الأسبق إنه "في الوقت الذي بدأت الولايات المتحدة تنفتح على الصين، كانت روسيا هي العدو الرئيسي، وفي الوقت نفسه كانت العلاقة بالصين في أسوأ حالاتها"، مضيفاً أنّ "رؤية الولايات المتحدة حيال الصين آنذاك كانت تتمثل بأنه لا يمكن معاملة عدوّين لها وفق الطريقة نفسها".
وأوضح كيسنجر أنّ "ما حفّز على التقارب مع الصين هو التوتر الذي حدث بينها وبين روسيا آنذاك؛ أي أنّ الحلف الروسي الصيني حلف دائم، لذلك قررت الولايات المتحدة آنذاك أن تخطو مثل هذه الخطوة".
وتابع أن "من الطبيعي أنّ مصالح روسيا والصين لن تكون متطابقة في كل القضايا".
وتعليقاً على إن كان من مصلحة الولايات المتحدة الجيوسياسية التفريق بين الصين وروسيا، أكد أنّ "الوضع الجيوسياسي العالمي سيشهد تغيرات بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا. ومن الطبيعي أنه لن تكون مصالح روسيا والصين متطابقة في كل القضايا".
ولا يعتقد كيسنجر أنّ الولايات المتحدة في "مقدرتها خلق العوامل التي تفرق بين الصين وروسيا"، لكن "العوامل والظروف سيكون لها دورها الطبيعي"، بحسب قوله.
ولفت إلى أنه بعد انتهاء العملية العسكرية الروسية، "سيكون على روسيا إعادة تقييم علاقاتها تجاه الاتحاد الأوروبي وسلوكها تجاه الناتو".
ورأى الوزير الأمريكي الأسبق أنه "ليس من الحكمة اتخاذ موقف معادٍ يقرب الطرفين، أي روسيا والصين تجاه أوروبا"، مشيراً إلى أنه "بمجرد أن تتبنى الولايات المتحدة هذا المبدأ في علاقتها بأوروبا، فالتاريخ سيوفر الفرص التي تمكّن الولايات المتحدة من التقدم"، حسب رأي كسينجر.