وتتحدث مصادر رسمية جزائرية عن سقوط 45 ألف قتيل بين المتظاهرين الجزائريين، الذين خرجوا للمطالبة باستقلال بلادهم بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، على يد قوات الاستعمار الفرنسي.
وقال تبون، في رسالة له بمناسبة الذكرى الـ77 لهذه المجازر، إنّ "الفظائع التي عرفتها سطيف وقالمة وخراطة وغيرها من المدن في الثامن من أيار/ مايو 1945، ستبقى تشهد على مجازر بشعة، لا يمكن أن يطويها النسيان... بل ستظل محفورة بمآسيها المروعة في الذاكرة الوطنية، وفي المرجعية التاريخية التي أسس لها نضال شعبنا الأبي ضد ظلم الاستعمار".
وأضاف: "تاريخنا المجيد مناط فخرنا، ومصدر عزتنا، وملهم الأجيال على مر العصور، يزداد إشعاعاً ورسوخاً في الوجدان، كلما اشتد حقد الذين لم يتخلصوا من تطرفهم وارتباطهم المزمن بالعقيدة الاستعمارية البالية البائسة، والذين لم تعلمهم خيباتهم الكف عن محاولات حجب حقائق التاريخ بالتضليل أو الدفع إلى النسيان".
وتابع: "لذلك، فإنّ حرصنا على ملف التاريخ والذاكرة ينبع من تلك الصفحات المجيدة، ومن تقدير الدولة لمسؤوليتها تجاه رصيدها التاريخي، باعتباره أحد المقومات التي صهرت الهوية الوطنية الجزائرية... ومرتكزاً جوهرياً لبناء الحاضر واستشراف المستقبل، على أسس ومبادئ رسالة تشرين الثاني/ نوفمبر الخالدة... وهو حرص ينأى عن كلِ مزايدة أو مساومة، لصون ذاكرتنا".
وأكّد تبون أنّ "التعاطي مع ملف الذاكرة والتاريخ بنزاهة وموضوعية، في مسار بناء الثقة، وإرساء علاقات تعاون دائم ومثمر، يضمن مصالح الجزائر وفرنسا في إطار الاحترام المتبادل".
وجدد تبون تأكيد إرادة الجزائر لتوطيد علاقات متوازنة مع شركائها في المنطقة وفي العالم، وهي "الرؤية التي تدعو إلى إعلاء صوت الحق وإلى الوقوف إلى جانب القضايا العادلة، وتجعل من بلادنا عامل توازن واستقرار في المنطقة".