وجاء خروج السودانيين وأغلبهم من الشباب بناء على دعوة من لجان المقاومة، المشرف الرئيس على الحراك الثوري ضد الانقلاب، والتي دعت لمليونية جديدة سبقتها عشرات المليونيات، وانطلقت مليونية اليوم من محطة بشدار، جنوبي الخرطوم، باتجاه القصر الرئاسي.
ومع بداية التجمع، بدأ المشاركون في ترداد الأناشيد والأشعار الثورية والهتافات المطالبة بعودة العسكر إلى الثكنات، فضلاً عن المطالبة بتطبيق القصاص على قَتَلَة الثوار وعودة المسار الديمقراطي للبلاد، لكن قوات الشرطة حاولت تفريق التجمع من محطة بشدار قبل انطلاقه تجاه القصر.
وأطلق عناصر الشرطة عبوات الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، فتصدى لها المشاركون بالحجارة وأجبروهم على الانسحاب، قبل الاشتباك على مداخل شارع القصر بوسط الخرطوم. وأدت تلك الاشتباكات إلى وقوع إصابات وسط المتظاهرين.
ومنذ انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، لقي أكثر من 90 شخصاً مصرعهم خلال الاحتجاجات الشعبية المناهضة للانقلاب وجُرح أكثر من ألفين آخرين، فيما لا تزال العملية السياسية التي تتبناها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد"، تشهد بطئاً في تحقيق أي تقارب بين أطراف الأزمة السودانية.
وكان المعتقلون السياسيون والمحتجزون بسجن سوبا، جنوبي الخرطوم، قد دخلوا أمس الأربعاء، في إضراب مفتوح عن الطعام للضغط على سلطات الانقلاب لإطلاق سراحهم أو تقديمهم لمحاكمات عادلة وعلنية.
وأعلنت حملة "سودان حر"، وهي حملة تشارك فيها تنظيمات نقابية ومهنية ولجان مقاومة، عن دعمها للمعتقلين في معركة الأمعاء الخاوية.
واعتبرت الحملة في بيان أن الخطوة تأتي في سبيل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتفكيك منظومة الاعتقال التعسفي والاحتجاز التحفظي والإخفاء القسري، ودعت كل القوى الثورية بتنظيماتها المختلفة لدعم الثوار المضربين عن الطعام بكل السبل، عبر المشاركة في الاعتصامات أمام سجون السلطة الانقلابية.