وقال الطيب: "لا تغرنكم النهاية، التي ارتسمت فيها الابتسامة على وجه "روح"، في الحلقة الأخيرة من مسلسل "بطلوع الروح"، لأنها غادرت جحيم "داعش"، مع ابنها الوحيد، إلى لبنان، لأنها لا تستطيع العودة إلى مصر، لكونها زوجة "داعشي تكفيري"، ولا إقدام زوجها المارق "أكرم" على حصد رفاقه الإرهابيين، بعد ما اكتشف كم هم قساة، غلاظ القلوب، فهي نهاية خادعة، محبطة، صادمة، ومخيبة، وربما تعد أسوأ نهاية في أي عمل درامي في العالم".
وتابع: "انتصر فيها الإرهابيون، والمتطرفون، والتكفيريون، وخرجوا "مرفوعي الرأس"، كما تعهد أمامهم قائدهم، الذي تعامل بصلف، وكبر، وعنجهية، طوال المفاوضات مع قائد قوات سوريا الديمقراطية، وقوات التحالف، بالإضافة إلى كبار رجال العائلات في الرقة، وفرض شروطه التي تتلخص في: أن يُغادر كل مقاتلي الدولة الإسلامية المستشفى، الذي يحتجزون فيه الرهائن، بسلاحهم ونسائهم وأطفالهم وكامل عدتهم، وعتادهم، إلى قرية "الباغوز"، التابعة لمحافظة دير الزور السورية، مقابل الموافقة على تحرير 400 رهينة من أهل الرقة، وتسليم أربعة تكفيريين تورطوا في هجوم إرهابي واحتجاز رهائن، مساء يوم 13 نوفمبر 2015، على مسرح باتاكلان في العاصمة الفرنسية باريس؛ أي أن المفاوضات، التي بدأت بـ "طلب"، من قائد القوات التي يُفترض أنها منتصرة، وصاحبة اليد العليا، أسفرت عن تحرير الرقة، واحتلال "الباغوز"، لتُصبح معقلاً جديداً، بل مركزاً لتدريب وتأهيل الدواعش، لينطلقوا منها، بعد أن ينظموا صفوفهم، ويحصلوا على قسط من الراحة، بعد سلسلة طويلة من المذابح، وسفك الدماء، ويبدأوا "الغزوة" الجديدة، وهو ما أكدته صيحات الوعيد والتهديد، التي أطلقتها حناجر "أم جهاد" وزوجات "المجاهدين" أثناء ترحيلهم عبر الممر الآمن. فأي نهاية هذه ؟ ولماذا كل هذا التفريط، والذلة، والمهانة، التي بررها المسلسل، على لسان قائد قوات سوريا الديمقراطية، بأنها : "لا تريد لأهل الرقة أن يدفعوا دم أكثر مما دفعوه ليتحرروا من الدواعش" وكيف فات عليهم إدراك أن إنقاذ أهل الرقة، لا يعني، بالضرورة، أن أهل الباغوز، بل العالم كله، سيكون في مأمن من دفع الثمن غالياً، ما دام هؤلاء السفاحون مازالوا على قيد الحياة ! ربما هناك نية في صنع جزء ثان يُبرر هذه النهاية المهزلة".