وخلال استقباله سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الإسلامية في طهران مساء الخميس، أشار رئيسي الى الإقبال المتزايد للشباب في الدول الإسلامية على الدين والتمسك به وقال: إن هذا الأمر يبشر بعهد جديد من الحضارة الإسلامية الحديثة في حين أن أنموذج الديمقراطية الغربية الخادعة ظاهرياً وباعتراف الغربيين أنفسهم قد فقد جاذبيته حتى في الغرب وإن التيارات القومية المتطرفة والسلطوية تخلق لها التحدي من صلب المجتمعات الغربية.
وأكد أن الأمة الإسلامية بحاجة الى الوحدة في هذه الظروف، معتبراً تيار التكفير الذي يرتزق من دماء العالم الاسلامي انحرافاً صريحاً عن الصراط المستقيم لوحدة الأمة الإسلامية وأضاف: إن تيار التكفير هذا قد تحول اليوم الى بيدق لأعداء الإمة الإسلامية ويبادر لقتل المسلمين في الأرض الإسلامية في سياق مصالحهم السلطوية.
ولفت في هذا الصدد الى الأعمال الإرهابية التي يقوم بها التيار التكفيري في أفغانستان بتوجيه خارجي سعياً وراء اشعال الحرب الطائفية وقال: لهذا السبب تؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية دوماً على المشاركة الواقعية لجميع الفئات القومية والمذهبية والسياسية في الحكومة المستقبلية في أفغانستان للتقليل الى أدنى حد ممكن من استغلال أعداء هذه الأمة للظروف ومن اجل أن ترى أفغانستان الأمن والإستقرار بعد أعوام طويلة من المعاناة والألم.
وأشار رئيس الجمهورية الى السجل اللامع والناجح للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مكافحة الفتنة التكفيرية في الأمة الاسلامية وأضاف: لو لم يكن جهاد قادة العالم الاسلامي العظام كالشهيد أبو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني لكان داعش قد هيمن على الكثير من الدول الإسلامية والآن فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمد يد التعاون نحو جميع الدول الاسلامية للعمل معاً على مواجهة التكفير حوارياً وميدانياً.
وقال: إن الكيان الصهيوني الغاصب مازال يشكل تهديداً خطيراً للأمة الإسلامية، وفلسطين المظلومة هي مفتاح وحدة الأمة الإسلامية. وعلى الرغم من أن فلسطين هي الضحية الرئيسية للكيان القاتل للأطفال، إلا أن التغافل والسذاجة تجاه النوايا الشريرة والتوسعية لهذا الكيان يهدد المنطقة بأسرها وهوية العالم الإسلامي. ومثل الدول التي تطبع علاقاتها مع الكيان الصهيوني الدموي هو كمن يربي أفعى في كمّه، وهذه الخطوة ستثير بلا شك غضب ما يقرب من ملياري مسلم في العالم وكراهية الأحرار.
واعتبر الكيان الصهيوني بأنه كيان ذليل وهش، وقال، إن إرهاب الدولة، والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان، واستخدام الأسلحة المحظورة ضد الفلسطينيين، وزيادة الضغوط على أهالي القدس والضفة الغربية، وتدنيس حرمة المسجد الاقصى لم يخدم مطلقاً استقرار وأمن الكيان الصهيوني.
وأكد أنه لو لم تكن تضحيات الشباب المؤمن في الأمة الإسلامية لكان الصهاينة كالتكفيريين قد ابتلعوا دول المنطقة وقال: إن هذا الكيان الذي أدى على مدى أكثر من 70 عاماً الى زعزعة الأمن والاستقرار والتسبب بتشريد الكثيرين في المنطقة لا يمكنه أن يكون شريكاً للسلام بل أينما وطأت قدماه فإنه عرّض أمن واستقرار ذلك المكان للخطر.