ووفق الدراسة الصينية فإنّ "التعرض المباشر لملوثات الهواء لمدة ساعة واحدة فقط، قد تتسبب في الإصابة بنوبة قلبية سريعة".
وأوضحت الدراسة أنّ "تعرض الإنسان لمدة ساعة واحدة لأي مستوى من مستويات التلوث، حتى لو كان أقل من النسب المسموح بها من الصحة العالمية، بالفعل قد يسبب الإصابة بمتلازمة الشريان التاجي الحادة (انسداد الأوعية الدموية الرئيسية التي تغذي القلب) مثل: الذبحة الصدرية غير المستقرة أو النوبة القلبية، وغيرها من آلام الصدر الناجمة عن الجلطة الدموية والتي تسبب انسداد في الشرايين".
ولفتت إلى أنّ "الخطورة القصوى تكمن أثناء الساعة الأولى للتعرض للملوثات، وتبدأ في التناقص تدريجياً مع مضي الوقت" بحسب الدراسة، التي بيّنت أنّ "مشكلة ملوثات مثل القطرات السائلة التي تأتي من انبعاثات السيارات، والجسيمات الدقيقة، والمواد الصلبة المجهرية، تكمن في أنّ جزيئاتها متناهية الصغر، مما يسمح لها بالمرور عميقاً داخل الرئتين ومجرى الدم، ما يجعل ارتباطها بأمراض القلب، والشرايين، والسكتات الدماغية وثيقاً".
من جهته، أفاد أستاذ الصحة العامة الدكتور هايدونغ بجامعة فودان بشنغهاي بأنه "من المتوقع والمثبت تأثر القلب والأوعية الدموية بالملوثات بشدة، لكن المفاجأة تكمن في حدوث تلك الآثار السريعة في غضون ساعة واحدة فقط"، مضيفاً أنّ "أي تركيزات قليلة لملوثات مثل الجسيمات الدقيقة، وثاني أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، ووأول أكسيد الكربون يمكنها أن تحدث النوبات القلبية".
وتابع هايدونغ أنه "يقع على عاتق السياسيين والأطباء، وأفراد المجتمع ككل مسؤولية الحدّ من نسب التلوث المتفاقمة عن طريق تشديد معايير جودة الهواء، والمزيد من التحكم في تلوث الهواء، وتطبيق قوانين الصحة العامة التي تمنع تلك الانبعاثات".
وأوضح الدكتور سانجاي راجاجوبالان، مدير معهد أبحاث القلب والأوعية الدموية في جامعة كيس ويسترن ريزيرف في كليفلاند، بأنّ "من أهم طرق الوقاية من الملوثات هي إغلاق النوافذ، واستخدام منظفات الهواء المحمولة، وفلاتر تكييف الهواء المدمجة، بالإضافة إلى أجهزة التنفس الشخصية لتنقية الهواء التي تغطي الأنف والفم للأشخاص المعرضين لخطر كبير مثل كبار السن".
وأضاف أنّ "من مزايا عدوى كوفيد-19، أنّ الناس اعتادوا ارتداء الأقتعة خاصة N95، الذي يحد من استنشاق الملوثات أيضاً".
هذا وقام الباحثون بتحليل فحوصات ما يقرب من 1.3 مليون فرد تلقوا علاجاً مختصاً بالذبحات الصدرية، والنوبات القلبية في الفترة من 2015 إلى 2020، حيث أثبتت المقارنة بين أوقات ظهور أعراض النوبات القلبية مع أوقات التعرض للجسيمات الملوثة مثل: ثاني أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، وأول أكسيد الكربون، والأوزون ارتباطاً وثيقاً.
وازدادت مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية تبعاً لنوع المادة المستنشقة، فكان أخطرهم التعرض لثاني أكسيد النيتروجين، يليه الجسيمات الدقيقة، حيث ظهر جميع أعراض أنواع متلازمة الشريان التاجي الحادة.
وارتفعت نسب الخطورة كذلك مع كبار السن فوق 65 عاماً، رغم كونهم غير مدخنين، وليس لهم تاريخ من التدخين أو المعناة من مرض تنفسي آخر.