وأشار الشيخ عكرمة صبري في كلمة له بمنبر القدس بمناسبة قرب حلول يوم القدس العالمي:
بسم الله الرحمن الرحيم. إن الذي يأتي إلى مدينة القدس يدرك تماما أنه في ثكنة عسكرية. هذا يؤكد أن هذه المدينة مدينة محتلة وليس كما يزعمون بأنها عاصمة لدولة الاحتلال وأن الهدف من ذلك هو التضييق على المسجد الأقصى المبارك وهو محورا الأطماع. كما هو محور الصراع الذي يفتعلها الاحتلال.
وإن ما حصل في خلال شهر رمضان المبارك ليؤكد الأطماع الصهيونية في المسجد الأقصى المبارك والاقتحامات المتعددة مع الإشارة الى أن هذه الاقتحامات لن تتم إلا بحراسة من السلطات المحتلة ولا يجرؤ أي يهودي أن يدخل أو يقتحم الأقصى إلا بحراسة للدلالة على أنه معتدٍ وأيضا للدلالة على أن الأقصى ليس لهم والانتهاكات التي حصلت بحق الأقصى تدل على أن الأقصى ليس له حرمة لديهم وأنه ليس مقدس لديهم وأن ما حصل كان خسارة لدى الشباب من حيث الاعتقال الذي زاد اعتقالهم عن ست مائة شاب وعدد الجرحى زاد عددهم عن خمسة مائة شاب في خلال رمضان المبارك وكانت معظم الإصابات في الرأس وفي العين لكن رغم هذا البطش لم تتمكن سلطات الاحتلال من إدخال القرابين إلى الأقصى، فشلو في إدخال القرابين كذلك فشلو في مسيرة الأعلام التي كانت تأتي إلى باب منطقة باب العمود ويرقصون ويعربدون، وهذا مما أدى إلى استفزاز المقدسين خلال هذه الفترة فلم يأتوا هذه السنة بحمد لله قد فشلو. وهكذا نحن مرابطون أقصويون معتكفون بمشيئة الله. نقول أولا أن القدس ليست لأهل فلسطين لوحدهم. القدس.
شأنها شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة والمسجد الأقصى شأنه شأن المسجد الحرام والمسجد النبوي وبالتالي المسؤولية مشتركة ولدى جميع العرب والمسلمين في العالم عدد المسلمين في العالم كما هو معلوم يزيد عن مليارين حاليا وبالتالي المسؤولية مشتركة والأقصى أمانة في أعناقهم وخاصة في الدول العربية والإسلامية التي ينبغي أن تثّبت البوصلة نحو القدس لا يجوز أن تنحرف البوصة عن القدس. نعم أن معظم الدول العربية منشغلة في صراعاتها الداخلية والدموية أو انشغلها في التطبيع مع الاحتلال لكن هذا لن يعفيهم من المسؤولية أمام المسجد الأقصى المبارك فالأقصى هو لجميع المسلمين في العالم. وبالتالي عليهم أن. يعملو جاهدين بالحراك السياسي والدبلوماسي والرسمي والضغط على الاحتلال بأي طريقة من الطرق للتراجع عن غيه وعن إعتداءاته وعن تجاوزاته.
ونقول بأن الأمة بشكل عام نعم ملزمة بدعم المقدسيين ودعم صمودهم، لكن كشعوب الشعوب متعاطفة معنا لكن نحن نخاطب الآن الحكومات. الرسمية العربية والإسلامية لتقوم بدورها الذي يجب أن تقوم به في دعمها للقدس والأقصى مع التأكيد على أن المقدسين يقومون بواجبهم ضمن إمكاناتهم نيابة عن الأمة الإسلامية جمعاء. وهذا لن يعفي المسلمين من المسؤولية، لا شك أن هذا التطبيع أمرا مؤلما ومذلا وقد كان سابقا أسفل الطاولة تحت الطاولة، والآن هو فوق الطاولة، وبالتالي نرى أن هذا التطبيع لن يؤثر علينا لأن هذه الدول لم تكن أصلا تدعم قضيتنا كما يجب وإنما كان الدعم شكلي والان الصورة أصبحت واضحة في موضوع التحيز وموضوع الانجرار. نحو الاحتلال، وهذا يذكرنا بما حصل مع المسلمين أيام الحروب الصليبية في دعم بعض الكيانات للعدو الغازي وهم الصليبيون، وبالتالي لا نجزع ولا نيأس مما يحصل الآن نحن أملنا بالله كبير وأن ساعة الصفر قريبة بمشيئة الله وفرجنا قريب والأمل وعريض بمشيئة الله والله مع العاملين.
وقل اعملو فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. صدق الله العظيم شكرا جزيلا.