ويعرف توت عنخ آمون بأنه أحد أشهر الفراعنة العظماء الذين حكموا مصر القديمة ذات يوم. وصعد إلى السلطة في سن الثامنة أو التاسعة تقريبا عندما توفي والده، أخناتون، في حوالي عام 1334 قبل الميلاد. وحكم توت عنخ آمون لمدة 10 سنوات حتى وفاته عن عمر يناهز 19 عاما فقط في عام 1324 قبل الميلاد، وظل معروفا بالكاد في العالم الحديث حتى عام 1922 عندما قام عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر بالحفر عبر مدخل ودخل المقبرة، التي كانت مغلقة منذ حوالي 3200 عام.
واحتوت المقبرة على كنز ضخم من القطع الأثرية التي حيرت علماء الآثار لسنوات.
واستكشف فيلم وثائقي من قناة "سميثسونيان" لعام 2020 القصة الخارقة للطبيعة وراء المقبرة التي سرعان ما جعلت الملك توت أشهر الفراعنة المصريين.
وكان المصريون يؤمنون بشدة بالحياة بعد الموت، ودُفنت مومياوات الفراعنة في مقابر مليئة بكل ما يحتاجونه في الحياة الآخرة - بما في ذلك الأدوات والطعام والنبيذ والعطور والأدوات المنزلية.
وعثر على حوالي 5398 قطعة في مقبرة توت عنخ آمون.
وقالت البروفيسورة سليمة إكرام، عالمة المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، للفيلم الوثائقي: "كان المصريون القدماء عظماء للغاية في مجال التأمين، لذلك كان لديهم الكثير من شبكات الأمان في حالة فشل شيء واحد، ولم تنجح تعويذة واحدة. كان هناك تعويذة احتياطية. وإذا تم تدمير هذا، كان هناك كائن احتياطي آخر، لذلك كان لديك دائما أشياء لمساعدتك في الوصول إلى حيث تريد".
وأضاف راوي الفيلم الوثائقي: "يعتقد علماء المصريات الآن أن هذا هو السبب في أن توت عنخ آمون أخذ 5000 قطعة إلى الحياة الآخرة. وكلما أخذ أكثر، زادت فرصته في هزيمة الشياطين والتغلب على العقبات التي تنتظره".
ودفن الملك توت في قبر صغير بشكل غير عادي بالنظر إلى وضعه.
وتكهن علماء الآثار بأن وفاته ربما جاءت بشكل غير متوقع، ما دفعه إلى دفنه في قبر كان مخصصا في الأصل لشخص آخر.
وظل موت الملك توت محاطا بالغموض منذ أن تم الكشف عن قبره، ولكن من المعروف أنه عانى من اعتلال صحته.وأظهرت فحوصات التصوير المقطعي المحوسب إصابة توت عنخ آمون بكسر في الساق اليسرى، بينما أظهر تحليل الحمض النووي المزيد من الأدلة على عدوى الملاريا المتعددة.
وبعد وفاته، امتلأت مقبرة توت عنخ آمون بالثروات التي تليق بملك، ولكن أحد الاكتشافات الصادمة في المقبرة أثار حيرة علماء الآثار - جثث محنطة لطفلتين.
ويكشف تحليل الحمض النووي للجثث أنهما من المحتمل أن تكونا ابنتي توت عنخ آمون، وكلتاهما ولدتا ميتتين.
وأشارت عالمة المصريات جويس تيلديسلي إلى أن بنات توت عنخ آمون كانت "بوليصة التأمين النهائية".
وقالت: "كان توت عنخ آمون ثريا جدا. كان بإمكانه حفر قبر لبناته في أي وقت يريد ذلك. لذا فإن حقيقة أن جثثهم قد تم إنقاذها لتُدفن معه تشير، ربما، إلى أنه ليس مجرد سبب عملي، ولكن هناك سببا شعائريا لوجودهم هناك أيضا".
وغالبا ما كان يتم تصوير النساء والفتيات على أنهن يمثلن حضورا وقائيا في الفن المصري القديم، حيث يقفن إلى جانب آبائهن أو الآلهة.