حيث أحيا الزائرون هذه الليلة المباركة ببواعثها الروحيّة وبواطنها الإيمانيّة، التي تعتبر مقصداً لكلّ مؤمنٍ يأمل أن يناله فضلُ الله تعالى وعنايته، بالتهجّد والدّعاء بما في ذلك دعاء رفع المصاحف وقراءة القرآن والأذكار الخاصّة بهذه الليلة، رغبةً وطمعاً في أن يمنّ عليهم ربُّ العزّة والجلالة من هذه البقعة الطاهرة بالمغفرة والعتق من النار.
وليس ببعيدٍ عن هذه المراسيم فقد استذكر مُحيو هذه الليلة المباركة المصابَ الأعظم الذي حلّ بأمّة النبيّ الأكرم محمد (صلّى الله عليه وآله)، حيث مصيبة جرح مولى الموحّدين وقائد الغرّ المحجّلين علي أمير المؤمنين(عليه السلام) التي أقدَمَ عليها في مثل هذه الليلة أشقى الأشقياء ابنُ ملجم (عليه لعائنُ الله).
يُذكر أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة وضمن منهاجها الرمضانيّ، قد أعدّت فقراتٍ خاصّة بهذه الأيّام -ذكرى شهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، إضافةً لمراسيم إحياء ليالي القدر المباركة-، وقامت بتكريس منهاج المحاضرات الرمضانيّة التي تُلقى في كلّ ليلةٍ من ليالي شهر رمضان المبارك فيما يخصّ إحياء هذه الأيّام، بدءاً من ليلة جرح الإمام علي أمير المؤمنين حتّى شهادته(صلوات الله وسلامه عليه)، كما وتشهد كلّ هذه الليالي إقامة مجلس عزاء (لطم) بعد انتهاء المحاضرة، كذلك قامت بتهيئة كلّ المستلزمات لزائري المرقد المطهّر من أجل القيام بأعمالهم ومراسيمهم العباديّة.