وألقى المحاضرة الدكتور سلطان بن عوض دريع، وأدارها الدكتور حسن الأنواري. وفي بداية المحاضرة، أكد الدكتور دريع أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) عني بحفظ القرآن الكريم في صدره، فكان يكثر من تلاوته غيبا، وكان «جبريل -عليه السلام» يراجعه معه، واهتم صحابته كذلك بحفظه، وساعدهم على ذلك ما كانوا يتمتعون به من قوة الحفظ والذاكرة، مشيراً إلى أن النبي (عليه الصلاة والسلام) كان دائم المتابعة لحفظهم وتعليمهم، فإذا دخل شخص أو جماعة الإسلام، أرسل معهم من قراء الصحابة ليعلمهم القرآن الكريم.
ولفت إلى أن الله سبحانه وتعالى نزل القرآن مفرقاً في مدة الرسالة النبوية، من خلال سوره وآياته لتيسير قراءته وحفظه وفهمه والعمل به، ولتثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتدرج في التشريع وتوثيق وقائع السيرة النبوية الشريفة، إضافة لتسهيل فهمه ومسايرة الحوادث.
وعن أدوات الكتابة المختلفة، بين الدكتور دريع أنهم كانوا يستخدمون ما تيسر لهم في زمنهم مثل الرقاع (القطع من الجلد أو القماش أو الورق)، وكذلك الأكتاف وعظام الحيوانات، والعسب (جريد النخل)، والحجارة وقطع الخشب التي توضع على البعير، وكذلك الألواح، والكرانيف (تكون في جذوع النخل)، مضيفاً أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ارتحل إلى الرفيق الأعلى والقرآن كله مكتوب، لكنه لم يكن مكتوباً حينها في مكان وصحيفة واحدة، مثلما لم يكن مرتبا حسب السور بل حسب النزول، إلا أن الصحابة كانوا يعلمون ترتيب سوره وآياته من النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وذكر أن الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ القرآن الكريم من الزيادة أو النقصان أو الضياع، سواء كان ذلك في حروفه، أو أحكامه، أو حدوده، أو فرائضه، مؤكداً أن من الأسباب التي ساعدت على حفظ القرآن الكريم هي تميز أسلوبه، ونظمه البليغ، وتشريع قراءته في الصلوات سواء كانت فرضا أم نافلة، سراً أم جهراً، إضافة إلى تعلقه بالتشريعات والأحكام الشرعية وأمور الحياة، كالصلاة، والمعاملات، والعبادات، وغير ذلك.