وفي كلمة ألقاها قائد الثورة الاسلامية مساء يوم الثلاثاء خلال استقباله رؤساء السلطات الثلاث وجمعا مع كبار المسؤولين في البلاد بالتزامن مع اليوم العاشر من شهر رمضان المبارك، في حسينية الامام الخميني بطهران؛ قال سماحته، "نحن لن نؤجل برامجنا بسبب المفاوضات إطلاقا".
واعتبر قائد الثورة ان العمل في المفاوضات النووية يسير بشكل جيد؛ مبينا ان امريكا التي انتهكت الاتفاق النووي، وصلت الى طريق مسدود حاليا.
واضاف سماحته، "نحن لن نؤجل برامجنا بسبب المفاوضات اطلاقا".
ودعا سماحة القائد الى عدم ربط وضع الخطط العملية في البلاد بالمفاوضات النووية، مبيناً ان عملية المفاوضات النووية تسير بشكل جيد الى الامام ويقوم الفريق المفاوض بتزويد رئيس الجمهورية والمجلس الاعلى للأمن القومي بالنتائج واتخاذهم القرارات.
وقال آية الله الخامنئي ان العمل يسير بشكل جيد خلال المفاوضات؛ حيث ان الفريق الايراني المفاوض يحيط رئيس الجمهورية والمجلس الاعلى للامن القومي وآخرين بمجريات الامور وعليه يتم اتخاذ القرارات والمضي نحو الأمام.
واضاف سماحته ان الوفد الايراني المشارك في المفاوضات تمكن لحد الان من الصمود بوجه مطامع الطرف الاخر، ونامل بان يتواصل هذا الامر انشاء الله.
ولفت سماحته، ان توجيه النقد الى اداء مسؤولي البلاد لا اشكال فيه، شرط ان يكون ذلك قائما على النصيحة وبعيدا عن سؤء الظن.
واعتبر أنّ الوفد الإيراني المفاوض قاوم حتى الآن أمام تسلط الطرف الآخر وسيستمر في ذلك.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية أن جميع مشاكل البلاد قابلة للحل وشرح الأبعاد المختلفة لشعار العام الجديد، مؤكدا أن منظومة الاقتدار للجمهورية الإسلامية وإنجازاته المختلفة في مختلف القطاعات ، جعل من إيران نموذجًا جذابًا للأمم ، وأن زرع اليأس والإحباط لدى المواطنين هو جفاء للشعب والثورة.
وفي سياق متصل، أشاد سماحته بصحوة حركة الشبان الفلسطينيّين في الأراضي المحتلة وجهودهم وسط الأراضي المحتلة، قائلاً: "هذه التحركات أظهرت أنّ فلسطين حية على الرغم من مساعي أميركا وأتباعها، ولن تُنسى أبداً. وسيكون الانتصار النهائي حليف الشعب الفلسطيني".
وأشاد سماحته بصحوة وتحركات الشباب الفلسطيني في الأراضي المحتلة ، قائلا: "هذه التحركات أظهرت أن قضية فلسطين مازالت حية رغم جهود الولايات المتحدة وأتباعها ، وبفضل من الله إن النصر النهائي سيكون حليفا للشعب الفلسطيني ".
كما أشاد آية الله العظمى الخامنئي بشجاعة الشعب اليمني المظلوم وقال سماحته في نصيحة خيّرة للمسؤولين السعوديين: لماذا تواصلون الحرب التي تعلمون أنه ليس لديكم فرصة للانتصار فيها؟ ابحثوا عن طريقة للخروج من هذه المعركة.
واستعرض قائد الثورة الاسلامية التوصيات الروحية مستشهداً بالآيات القرآنية والادعية وقال إن الاستغفار المشفوع بالنية الصادقة يقود الى الصفاء والطهارة الروحية والرحمة الإلهية في الحياة الفردية وكذلك في الساحات الوطنية والساحات الاجتماعية الواسعة.
واعتبر سماحته الاستغفار ضروريا للحؤول دون ارتكاب الاعمال المحظورة ومن عدم أداء الواجبات وترك الفعل ، وقال: "كثير منا نحن المسؤولون نعاني من ترك الفعل وعدم القيام بالواجبات لأسباب مختلفة ، والله يؤاخذ بشدة الانسان في هذا الصدد.
واعتبر آية الله العظمى الخامنئي المسؤولية في النظام الإسلامي أنها تعني المؤاخذة والمساءلة ، وأضاف: "في الأنظمة السياسية في العالم ، يتم استجواب المسؤولين من قبل الشعب ، أما في النظام الإسلامي ، فان المسؤولين الى جانب خضوعهم للمساءلة من قبل الشعب ، فإنهم معرضون لمساءلة ومؤاخذة أهم وأثقل من قبل الله ايضا ".
وأعرب سماحته عن ارتياحه للحضور الكبير للشباب في إدارة النظام ، ودعا جميع المسؤولين إلى العناية الكاملة بضررين مهمين هما "الغرور" و "السلبية " وأضاف: ان الغرور بسبب المنصب ، والمكانة والنجاح ، والاعتزاز بلطف الله وأي مصدر آخر سيكون "مقدمة للفشل" و "مقدمة للانهيار الداخلي والاجتماعي وفي العمل" بالنسبة للإنسان ، مشيرا الى ان خلق الأوهام والتكبر سيبعد الشخص المسؤول عن الناس.
وعزا قائد الثورة الإسلامية الضرر الثاني الى "السلبية" وقال ان : "السلبية هي الشعور بالجمود في الامور ، وهو نقيض الغرور وخطر يحاول الأعداء زرعه في المجتمع وبين المسؤولين بشتى الطرق ، وبالطبع انه واستنادا للوعد الالهي الذي لايخلف ، إن طريقة التعامل مع مخطط العدو هذا هو" الصبر "و" التقوى ". الصبر يعني عدم التعب وعدم ترك الساحة ، والتقوى تعني أيضًا مراقبة اداء انفسنا وتحركات العدو.
وأكد قائد الثورة الإسلامية، أن دائرة التقوى واسعة ولها مغزى خاص بها في مختلف المجالات مثل الاقتصاد والدبلوماسية والأمن ، فقال: "ان زرع الياس في اوساط الناس وغرس الشعور بالجمود في المجتمع ، هو جفاء بالشعب والبلاد والثورة.
وفي إشارة إلى بعض المؤشرات السلبية في المجال الاقتصادي ، قال: "هناك قضايا ومشاكل ، لكن يمكن حلها ، وأساس تقييم الوضع في البلاد والحكم عليه والنجاحات لا ينبغي أن تكون على اساس المؤشرات الاقتصادية فحسب ، بل يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار المؤشرات الاخرى ايضا وان نقيم جميع المؤشرات معا.