وشهدت أحياء الخرطوم، أمس، تظاهرات ليلية للتحشيد لتظاهرة الاربعاء التي من المرجح توجهها لمحيط قيادة الجيش وتنظيم اعتصام للضغط على العسكر للتخلي عن السلطة، التي هيمنوا عليها عبر انقلاب عسكري في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويصادف يوم 6 أبريل/نيسان مرور 3 سنوات على الاعتصامات الشعبية بمحيط قيادة الجيش، وهو الاعتصام الذي مهد الطريق لسقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير في العام 2019.
بالمقابل، بدأت السلطات الأمنية ترتيباتها لمواجهة مليونية اليوم بنشر المزيد من القوات في العاصمة الخرطوم، والتجهيز لإغلاق الكباري والجسور المؤدية إلى منطقة وسط الخرطوم، فيما أشارت التسريبات إلى نية السلطات قطع خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية.
كما أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد دون أن تذكر مناسبة العطلة ما يفسر أنها تأتي ضمن ترتيبات التعاطي الحكومي مع حراك الغد.
وأصدر عدد كبير من النقابات والاتحادات المهنية ولجان المقاومة دعوات نشرتها على وسائط التواصل الاجتماعي وعلى الجدران بعدد من المناطق تحث المواطنين على المشاركة في المليونية التي ستحدد مساراتها بشكل حاسم خلال الساعات المقبلة.
وقال تجمع المهنيين السودانيين، إنهم سيخرجون في السادس من إبريل مع جموع الشعب السوداني من أجل إسقاط المجلس العسكري وسلطته بشكل تام، وانتزاع سلطة الشعب المدنية الانتقالية الكاملة.
في موازة ذلك، أكد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان على ضرورة توحيد الجهود والرؤى والعمل الجاد للوصول إلي رؤية موحدة تضمن الخروج الآمن من الأزمة الراهنة. جاء ذلك خلال اجتماعه اليوم بوفد من "الجبهة الثورية" بقيادة رئيسها الهادي إدريس، إذ تطرح الجبهة مبادرة وطنية للخروج من الأزمة.
ورحب البرهان، طبقا لبيان من إدارة الإعلام بمجلس السيادة، بالمبادرة الوطنية التي اقترحتها الجبهة الثورية القائمة علي أساس الحوار والشراكة، وشدد على أهمية توسيع قاعدة المشاركة السياسية لتضم كافة المكونات والقوى السياسية بخلاف المؤتمر الوطني للوصول لتوافق تام، أساسه الحوار لحل الأزمة السياسية الراهنة بالبلاد، لافتاً إلى ضرورة الإسراع في استكمال هياكل الفترة الانتقالية.
وذكر الناطق الرسمي باسم الجبهة، أسامه سعيد، في تصريحات صحفية عقب اللقاء، أن الاجتماع ناقش مقترح قيادات الجبهة الثورية للأزمة السياسية الراهنة من واقع مسؤوليتها الوطنية عبر مبادرة وطنية لإدارة حوار شامل والاعتراف بالشراكة بين المكون العسكري وكافة المكونات السياسية لإدارة الفترة الانتقالية.
وأوضح أن الاجتماع أكد على ضرورة التوافق حول اختيار حكومة وئيس وزراء ومناقشة قضايا الحكم والدستور والانتخابات، مشيراً إلى أن قيادات الجبهة بصدد تنظيم لقاءات مع الفرقاء السياسيين خلال الأيام القادمة.
من جانب آخر، عقد سفراء دول الترويكا بالخرطوم؛ الولايات المتحدة،بريطانيا، والنرويج، اجتماعاً آخر مع البرهان بهدف إيجاد مخرج للأزمة السياسية.
وذكر السفراء، في بيان، أنهم كرروا للبرهان مطلبهم باتخاذ إجراءات لبناء الثقة، وأبلغوه بدعمهم القوي لتفويض بعثة الأمم المتحدة، ولعمل الممثل الخاص للأمين العام للمنظمة الدولية، فولكر بيرتس، لتنفيذ ولاية متعددة الأبعاد تدعم تطلعات الشعب السوداني للسلام والتنمية والديمقراطية.