وامتدت الأحداث لاحقًا إلى مناطق الجليل، ما أسفر عن استشهاد ستة، وإصابة واعتقال العشرات.
وفي تفاصيل ما حدث؛ فإن حكومة الاحتلال قررت عام 1976 سلب 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب، رافق ذلك إعلان حظر التجوال في قرى سخنين وعرابة ودير حنا وطرعان وطمرة وكابول.
وفي ساعة متأخرة من ليل 29 آذار 1976، اقتحم جنود الاحتلال بلدات سخنين وعرابة ودير حنا في الجليل، وأطلقوا الرصاص عشوائيًّا لإرهاب السكان ومحاولة منعهم من المشاركة في الاحتجاجات والإضراب الشامل الذي دُعي له باليوم التالي رفضًا لقرار السلب على حساب وجودهم.
لكنّ ذلك لم يُروّع الفلسطينيين، فقد خرجوا يوم 30 آذار من العام ذاته، بمظاهرات واحتجاجات غاضبة ورافضة للقرار الهادف للتهويد والاستيطان على أراضيهم وعلى حساب وجودهم، قابلها الاحتلال بقسوة وقمع، واندلعت مواجهات عنيفة آنذاك ما أدى لاستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة العشرات.
والشهداء هم، خير ياسين (23 سنة) من عرابة البطوف، ورجا أبو ريا (23 سنة) من سخنين، وخضر خلايلة (27 سنة) من سخنين، وخديجة شواهنة (23 سنة) من سخنين، ومحسن طه (15 سنة) من كفر كنا، ورأفت علي زهيري (19 سنة) من نور شمس.
وتُعد هذه الاحتجاجات بمنزلة أول تحدٍّ من الفلسطينيين بالداخل في وجه سلطات الاحتلال وسياستها منذ نكبة عام 1948، وبصفةٍ جماعية وطنية فلسطينية.
ومنذ ذلك الحين يُنظّم الفلسطينيون تظاهرات عديدة دفاعا عن أراضيهم، لكنّ الاحتلال يُقابلها بالقمع الوحشي، الأمر الذي يتسبب باندلاع مواجهات عنيفة تُوقِع إصابات واعتقالات وفي بعض الأحيان شهداء.
وتحل ذكرى يوم الأرض هذا العام وسط تصعيد إسرائيلي على النقب، تمثّل بهدم المنازل، وتدمير الأراضي الزراعية، وتخريب محاصيلها، ضمن محاولات فرض الهجرة القسرية على ما يزيد عن 150 ألفًا من سكان تلك المناطق.