وفي الوقت الذي تصدرت فيه قضية الحرب الروسية على أوكرانيا المشهد في أعمال اليوم الأول للمنتدى، وسبّبت حوارات صاخبة، سواء في الجلسات العامة أو الجانبية، تحظى العديد من القضايا والأزمات بنصيبها هي الأخرى في جلسات المنتدى الذي يحتفل بنسخته العشرين هذا العام، بمشاركة وفود رسمية رفيعة المستوى من العديد من دول العالم.
ويطغى الجانب الاقتصادي في جلسات منتدى الدوحة في يومه الثاني والأخير، حيث يبحث في قضايا مثل مجالات النفوذ في عصر غياب السلام والأزمات الاقتصادية وتنسيق الجهود العالمية من أجل التعافي والمنافسة الأميركية الصينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومعالجة آثار تغير المناخ وسياسات التكيف من أجل مستقبل منيع ضد تغيرات المناخ.
ويبحث المنتدى أيضاً الأزمة الإنسانية المستمرة في أفغانستان، ومستقبل الاستثمار الأجنبي المباشر في عصر ما بعد الجائحة، والثورة الصناعية الرابعة، إضافة إلى مسألة السلام والازدهار في منطقة الهندي-الهادئ وإدارة أزمات المناخ العالمية، وتحقيق نمو مستدام في منطقة الخليج الفارسي مع تقدم العالم نحو الانبعاثات الصفرية، فضلاً عن إعادة تشكيل الروايات الفلسطينية.
وكانت الحرب الروسية على أوكرانيا التي دخلت شهرها الثاني، قد دفعت القائمين على منتدى الدوحة، إلى تغيير أجندته، حيث شارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة له عبر الفيديو، مطالباً بحماية النظام الدولي "ليس فقط من أجل أوكرانيا، ولكن من أجل أفغانستان وسورية واليمن".
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمنتدى، التي ناقشت "التحول إلى عصر جديد"، نقاشاً عاصفاً ومستفيضاً حول الحرب الروسية على أوكرانيا، والأزمات التي تمرّ بها المنطقة، حيث حذر عضو مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام، من مخاطر فوز الرئيس الروسي في الحرب على أوكرانيا، قائلاً: "إذا فاز بوتين في هذه الحرب، فإن الصين ستسيطر على تايوان"، ومهدداً الروس بالقول: "إذا قمتم بهجوم نووي، فسنرد عليكم بقوة وسرعة"، داعياً الشعب الروسي إلى إطاحة رئيسه.
من جهته، قال مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه "لا يمكن تحمل الحرب في أوكرانيا لأنها على حدود أوروبا"، مشدداً على ضرورة وقف الحرب الروسية. وأضاف: "نحن ندعم أوكرانيا دون زيادة في التصعيد، والرئيس الروسي يحاول فرض ما يريده بالقوة، وقد حول مدينة ماريبول إلى حلب أخرى".
كذلك برز في الجلسة الموقفان القطري والسعودي من الحرب في أوكرانيا، حيث دعا نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى التعامل مع مشكلات المنطقة بالالتزام نفسه الذي تعامل به العالم مع الأزمة الأوكرانية. فيما أكد وزير الخارجية السعودي ضرورة إنهاء النزاع في أوكرانيا وحماية المدنيين، داعياً إلى إطلاق حوار فوري بهذا الصدد.