وصرح المطران عطا الله حنا في لقاء اذاعي، إنه يشهد في هذه الأيام ويلاحظ المعايير المزدوجة في العالم مما يشي بأزمته الأخلاقية والإنسانية، منوها إلى أن المنظومة السياسية في الغرب تتباكى على أوكرانيا في حين أنها هي التي أوجدت هذه الأزمة ونحن في الوقت الذي فيه نتعاطف ونتضامن مع ضحايا الحرب وخاصة المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل فإننا نتساءل لماذا يتباكى الغرب على ضحايا الحرب في أوكرانيا ويتجاهلون ضحايا الحروب التي افتعلوها وأوجدوها هم في أماكن مختلفة ومتعددة في العالم؟.
وأشار المطران حنا إلى أن أمريكا ومن معها هم الذين دمروا العراق وشتتوا أبناءه في جريمة حرب مروعة غير مسبوقة وكذلك ما تعرضت له سوريا من تآمر وتدمير وحرب.
وتابع "أما فلسطين فشعبها تعرض للنكبات والنكسات والتشريد ولم نر مثل هذا التعاطف والتضامن الذي نشهده اليوم في أوكرانيا مع شعبنا الفلسطيني ضحية العنصرية والاحتلال والقمع والمظالم".
وتساءل حنا ألا يستحق الفلسطينيون أن يتم التضامن معهم وهم الذين يعانون من الاحتلال والقهر منذ سنوات طويلة؟
وقال في حديثه الإذاعي "اليوم تتجلى بشاعة السياسات الغربية بأبهى صورها وبات الكثيرون من المتابعين يدركون جيدا بأن هذا الغرب لا تهمه لا مسألة حقوق إنسان ولا احترام للكرامة الإنسانية بل ما يهمه هو مصالحه وأجنداته الاقتصادية والسياسية والاستعمارية".
وأضاف أنه في الآونة الأخيرة كانت هنالك تعديات إسرائيلية على سوريا ولم نشهد من يستنكر مثل هذه الأفعال أما في فلسطين فالتعديات مستمرة ومتواصلة ولم تنقطع وخاصة في مدينة القدس، معتبرا أن الأزمة الأوكرانية افتعلتها أمريكا وجماعتها لانهم يريدون بيع أسلحتهم وإرسال عتادهم ولا تهمهم الشعوب وما قد تتعرض له بل تهمهم فقط مصالحهم الاقتصادية والسياسية.
وتابع "لسنا مع الحرب في أوكرانيا ولن نكون مع أي نوع من أنواع الحروب ولكن أين أولئك الذين يتباكون على أوكرانيا مما حدث في العراق وسوريا وفلسطين وغيرها من الأماكن".
وأضاف "لقد بات الكثيرون لا يثقون بالسياسات الغربية ونعتقد بأن الحرب في أوكرانيا ستكون نتائجها وخيمة على هذا الغرب وسوف تتغير أشياء كثيرة في هذا العالم على نحو لا يتوقعه هذا الغرب وأن غدا لناظره قريب فنحن أمام مرحلة جديدة وعهد جديد"، متمنيا أن تنتهي الحرب بأسرع ما يمكن وأن تسود لغة الحوار والتفاهم لإنهاء الأزمات والخلافات السياسية لافتا إلى أن من يتابع خطابات ما يسمى بالرئيس الأوكراني يرى أمامه شخصا كوميديا في كلماته الكثير من التناقضات وهو الذي أوصل بلده إلى ما وصلت إليه وتساءل حقيقة كيف وصل هذا الشخص غير المسؤول إلى سدة الرئاسة؟
وخلص المطران حنا للقول "إن هذا الرئيس الكوميدي لا يعرف ماذا يفعل وهنالك من يوجهه ويقرر له ماذا يجب أن يفعل وماذا يجب أن يقول ومن يدفع الثمن هو الشعب الأوكراني.. هذه أزمة افتعلها الغرب وأوجد له أدوات في أوكرانيا مثل رئيسها الحالي وزمرته المتصهينة لكي يقوموا بهذه الأدوار القذرة".