ويشير علماء الآثار إلى أن القدح الزجاجي يعود إلى نهاية القرن الثاني أوائل القرن الثالث الميلادي ودفن مع امرأة عمرها 25-45 عاما. كما عثر علماء الآثار في القبر على خواتم وأقراط من البرونز ودبابيس وخرز زجاجية وبعض الفخار الأبيض.
وتشير جميع هذه القطع، إلى أن المرأة من الطبقة الاجتماعية المتوسطة، في حين يشير القدح إلى طبقة أعلى. لأن هذا النوع من الأواني كان جزءا مهما من موائد النخبة الريفية والحضرية. وقد عثر على قطع كثيرة منها في مقابر الأغنياء فقط. و مقبرة Frontovoe-3 هي مقبرة عادية تماما.
كانت الزخرفة الملتوية (الحلزونية) تعتبر في ذلك الوقت من المهام الصعبة جدا، لأنها تتطلب العمل بسرعة ومن دون أي خطأ. وحينها كانت مثل هذه الأواني تصنع في ثلاثة مراكز- كولونيا وبانونيا (هنغاريا حاليا) والمنطقة السورية الفلسطينية. واستخدمت مواد خام مصرية عالية الجودة. لكن القدح الذي عثر عليه في القرم ليس مصنوعا من هذا الخام .
وتقول لاريسا غولفاست الباحثة في قسم الآثار التقليدية بمعهد الآثار التابع لأكاديمية العلوم الروسية، "استنادا إلى تركيب الزجاج، لا يمكن أن يكون القدح قد صنع في أي من هذه المراكز الثلاثة. كما أن الزخرفة تشبه الزخرفة التي كانت سائدة في منطقة حوض نهر الراين، مع أن شكله لا يشبه شكل النماذج الأوروبية الغربية".
و قد اتضح للباحثين من دراسة التركيب الكيميائي للزجاج بواسطة الفحص المجهري الإلكتروني مع التحليل الطيفي للأشعة السينية المشتتة للطاقة، أنه يحتوي على عنصري الأنتيمون والمنغنيز. أي أن الخام المستخدم كان يحتوي على حطام زجاجي. ولكن استخدام حطام الزجاج في إنتاج أوان زجاجية مرموقة لم يكن منتشرا في أوروبا أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الميلادي.
ويعتقد الباحثون، أنه ربما كان المصنع الذي أنتج هذا القدح يعاني من نقص في المادة الخام، لذلك اضطر إلى استخدام الحطام الزجاجي في نشاطه الإنتاجي.