ومن هذا المنطلق فإنّ العتبة العبّاسية المقدّسة قد أولت لهذا الفنّ الأدبيّ اهتماماً بالغاً، وأفردت له مساحةً عبر قنواتٍ عديدة، فلا تكاد تُقيم أيّ فعّاليةٍ أو نشاطٍ إلّا كان للشعر حضورٌ فيها، فهو ديوان العرب وإحدى الطرائق التي تظهر فيها ثقافةُ الشعوب.
فكان الشعر حاضراً في مسابقاتٍ عالميّة نظّمتها العتبةُ العبّاسية المقدّسة، وفي مقدّمتها مهرجاناتٌ دوليّة كمهرجان الجود للقصيدة العموديّة، ومسابقة مراقي المجتبى(عليه السلام)، إضافةً إلى مسابقاتٍ كانت تندرج ضمن مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ، ومهرجان ربيع الرسالة ومهرجان فتوى الدّفاع المقدّسة وغيرها.
ومن القنوات التي عبّرت عن اهتمامها بالشعر هي إقامة المحافل والأمسيات الشعريّة، التي استضافت من خِلالها العديد من الشعراء من داخل العراق وخارجه، وصدحت حناجرهم وتناثرت قوافيهم في صحن مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) أو خارجه.
أضِفْ إلى ذلك فإنّ للشعر مساحةً في أغلب المهرجانات والفعّاليات التي تُقيمُها العتبةُ العبّاسية المقدّسة بمختلف تخصّصاتها ومشاربها، فلا تنفكّ قوافيه عن كلّ فقرةٍ ضمن منهاجها.
ولم يقتصر الاهتمام على استضافة الشعراء بل تعدّى ذلك إلى احتضان المواهب الشعريّة وبالأخصّ الناشئة منها، حيث نظّمت عدداً من المسابقات الشعريّة لطلبة المدارس والجامعات، تمخّض عنها بروز مواهب شعريّة شقّت طريقها لمنصّات الإبداع الشعريّ.
وهذا الاهتمام لم يأتِ من فراغٍ بل لإيمانٍ راسخ منها بأهمّية هذا الفنّ الأدبيّ، والسعي للحفاظ عليه والعمل على تطويره وتسليط الضوء عليه بشتّى المجالات والميادين، فهو يخاطب القِيَم الإنسانيّة التي تتقاسمها كلّ الشعوب.
يُذكر أنّ المؤتمر العام لليونسكو اعتَمدَ خلال دورته الثلاثين المنعقدة في باريس عام 1999 ولأوّل مرّة، يوم 21 مارس/آذار اليومَ العالميّ للشعر، بهدف دعم التنوّع اللغويّ، ومنح اللّغات المهدَّدة بالاندثار فرصاً أكثر لاستخدامها في التعبير.