وصلت المفاوضات الآن إلى منعطف حاسم، ولقد انخفض نطاق وعدد المواضيع بالمفاوضات لكن عدد القضايا المتبقية هي أصعب القضايا الرئيسية والجدية التي تحتاج إلى المعالجة.
وفي هذه المرحلة، فإن مفتاح تقدم المفاوضات هو تحمل الولايات المتحدة مسؤولية تعطيل تنفيذ الاتفاق ويجب عليها إبداء المرونة اللازمة للتوصل إلى اتفاق نهائي.
ان احتمال التوصل إلى الاتفاق يساوي احتمال عدم التوصل اليه، لأن بعض مطالب الحد الأدنى لإيران ما زالت باقية وتتعلق بالانتفاع العملي من الاتفاق، وإذا لم يتم تحقيقها، فلن يكون هناك اي اتفاق.
وتجري المشاورات الدبلوماسية والاجتماعات الداخلية للوفود المشاركة في مفاوضات فيينا بشكل مكثف وهناك الكثير من التعليقات هذه الأيام حول نتيجة مفاوضات فيينا ويري بعض الخبراء : تقترب ايران ومجموعة 5 + 1 إلى اتفاق نهائي في فيينا، لكن الغالبية العظمى من الوفود في فيينا تقر بأن القضايا الرئيسية لم يتم حلها بعد وهي مهمة للغاية بحيث يمكن أن يؤدي تحديد مصيرها إلى تحديد مصير الاتفاق.
وقال رئيس الوفد الروسي المفاوض ميخائيل اوليانوف في تصريح ادلى به لمراسل وكالة "ارنا" امس الخميس: نحن الان في المرحلة النهائية جدا وانهينا (المفاوضات) عمليا.
واضاف: مثلما قلت فان هنالك عدة قضايا متبقية يجب حلها وتسويتها. هذه القضايا يمكن حلها وتسويتها في غضون 24 او 48 ساعة.
واوضح بانه لا يرغب كثيرا بالخوض في القضايا الحساسة للمفاوضات واضاف: ان اي عبارة غير مدروسة في هذه المرحلة الحساسة يمكن ان تترك تاثيرا سلبيا.
كما غرد الممثلة البريطانية في المفاوضات،ستيفاني القاق،امس الخميس: نحن قريبون جدا من الاتفاق. لقد تفاوضت جميع الأطراف بشكل بناء تحت قيادة منسق الاتحاد الأوروبي ، وعلينا الآن أن نتخذ بعض الخطوات النهائية.
وقال مبعوث الاتحاد الاوروبي، منسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي "انريكي مورا".إن المفاوضات الرامية إلى إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 في مراحلها النهائية.
وأضاف “نحن في المراحل النهائية من مفاوضات بشأن الاتفاق النووي .بعض القضايا ذات الصلة لا تزال مفتوحة والنجاح غير مضمون أبدا في مثل هذه المفاوضات المعقدة. نبذل قصارى جهدنا في فريق المنسقين”.
وترى الولايات المتحدة ، التي هي العامل الرئيسي للوضع الراهن بالانسحاب أحادي الجانب من الاتفاق ، أن عددًا من القضايا الصعبة في المفاوضات لم يتم حلها بعد.
وقالت مساعدة المتحدث باسم الخارجية الأميركية للصحفيين امس الخميس إن "هناك تقدمًا ملموسًا في المحادثات النووية مع إيران وقد تكون الأطراف المتفاوضة على وشك التوصل إلى اتفاق مع طهران ، لكن عددًا من القضايا الصعبة لم يتم حلها بعد".
ان القضايا المتبقية هي جزء من سياسة إدارة ترامب للضغط الأقصى على إيران لتقويض الاتفاق النووي ، الذي يتطلب حلها اتخاذ قرارات سياسية من البيت الأبيض.
واكد مصدر مطلع بشان مفاوضات فيينا بين ايران ومجموعة "4+1" بان القضايا الخلافية بين ايران واميركا مازالت مفتوحة.
وقال المصدر بشان بعض التصريحات الواردة حول نهاية المفاوضات: ان القضايا الخلافية مع اميركا مازالت مفتوحة.
واضاف: لن يكون هنالك اي اتفاق دون الاتفاق على كل شيء.
وصلت مفاوضات فيينا إلى منعطف حاسم أكثر من أي وقت مضى وفي حال تبني الغرب نهجا واقعيا سيفسح المجال امام التوصل الى اتفاق نهائي.
وقال ميخائيل أوليانوف الليلة الماضية ، من المستحيل تصور وضع تفشل فيه المفاوضات بالنظر إلى التقدم المحرز فيها وتأتي هذه التصريحات بعد يومين من تهديد الولايات المتحدة بالانسحاب من المفاوضات ، بدلا من اتخاذ خطوات عملية لتعويض الإجراءات غير القانونية للإدارة السابقة.
لكن أوليانوف يري إن النهج غير البناء الذي يؤدي إلى فشل المفاوضات "غير مسؤول" مع اقتراب المحادثات من نهايتها.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة في تغريدة له على تويتر يوم الثلاثاء ردا على تصريح نظيره الاميركي الذي قال بان بلاده جاهزة للانسحاب من مفاوضات فيينا فيما لو استمرت ايران في التعامل بصرامة: اميركا انسحبت من الاتفاق النووي منذ اعوام. بناء على ذلك ينبغي علينا أن نتأكد من أن هذا الامر لن يتكرر مرة أخرى.
واضاف: الكل لديه خطة بديلة، لكن ثبت من قبل خواء خطة اميركا البديلة. التهجم والخداع ولم ولن يثمرا. اتخاذ القرار هو الذي يثمر.
وقال خطيب زادة: الاتفاق في متناول اليد تماما لو اتخذ البيت الأبيض قراره. إيران جاهزة للاتفاق لكنها لن تنتظر إلى الأبد.
الحقيقة أن استراتيجية "المقاومة النشطة" الإيرانية هزمت سياسة "الضغط الأقصى" للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ، والآن إذا لم تؤد المفاوضات إلى التوصل الي اتفاق جيد ستفشل ادارة جو بايدن أيضًا لأنها لم تستغل هذه الفرصة الدبلوماسية في الوقت المناسب.