وفي خطابه بالذكرى السنوية الــ۱۲ لانتصار تموز/ يوليو ۲۰۰٦، قال السيد حسن نصر الله: مبارك لكم هذا اليوم، يوم انتصاركم التاريخي والالهي الذي منّ الله به عليكم وعلى لبنان وعلى شعوب منطقتنا ليسجل نصرا قويا غير الكثير من المعادلات.
وأضاف السيد نصر الله: الشكر والتحية لكل الذين شاركوا في صنع هذا الانتصارمن رجال المقاومة والجيش والقوى الأمنية وفصائل المقاومة والشهداء والجرحة والرؤساء السابقين والحاليين والقوى والاحزاب ووسائل الاعلام وكل الناس الطيبيين في لبنان وعلى امتداد العالمين العربي والإسلامي والشكر الخاص إلى إيران وسوريا في وقفتهما التاريخية إلى جانبنا.
وتابع: نحتفل اليوم بهذه الذكرى العزيزة ونصر على الاحتفال بهذه المناسبة، كما سنحتفل بعد أيام في الهرمل في الذكرى السنوية الأولى لعيد التحرير الثاني على الارهاب والجماعات التكفيرية، ونحن كما نتصرنا في تموز ما كان يجري منذ ۷ سنوات كان حرب تموز كبرى تريد تحقيق نفس المشروع والأمال، وكما خرجنا من حرب تموز منتصرين سنخرج قريبا من هذه الحرب على محور المنطقة منتصرين لنحتفل بالانتصار الجديد قريبا جدا.
وأكمل قائلا: عندما نصر على هذا الاحتفال لتكريم من صنع الإنجاز وترسيخ هذا الانتصار في الوجدان والثقافة والوعي ولاعطاء الامل المتجدد في مواجهة موجة التيأيس.
ولفت الى أنه بالعودة إلى العام ۲۰۰٦، أهداف الحرب كانت تحقيق المشروع الأمريكي الذي كان يقوده جورج بوش بعد إحتلال أفغانستان والعراق والوصول إلى الحدود السورية والحدود العراقية، والحرب كانت أساس وعندما فشلت فشل ذلك المشروع، .وقال نصر الله: بعد ذلك، انطلقوا إلى خطة جديدة هو ما كنا نواجهه في السنوات السابقة، في ۲۰۰٦ كان الهدف القضاء على المقاومة عسكريا أو من خلال فرض الاستسلام عليها، وهذا ما طلب منا في الأيام الأولى، سلموا سلاحكم واقبلوا بقوات متعددة الجنسيات على الحدود مع فلسطين وعلى الحدود مع سوريا وفي مطار بيروت وفي مرفأ بيروت، أي اقبلوا باحتلال جديد، لو سقط لبنان كان المشروع يفترض اكمال المشروع على سوريا وغزة وعزل ايران لضربها وانهاء هذا المحور، مشددا على أن الصمود في لبنان أسقط هذه الخطة وأجل طموحات أمريكا واسرائيل لسنوات، وأوجد تحولات مهمة جدا عززت من قوة المقاومة.
واضاف: اليوم على مدى ۷ سنوات أدخلوا المنطقة في حروب تحقق نفس الاهداف السابقة محورها تقوية اسرائيل وتكريسها قائدا لهذه المنطقة،.من ۲۰۰٦ حتى اليوم، اسرائيل مع لبنان مردوعة بعد أن كانت تأتي إلى لبنان لاتفه الأسباب بسبب معادلات المقاومة، وهي تعيد بناء نفسها على ضوء الهزيمة وتداعيات الهزيمة.
وألمح الى أن اسرائيل تعتبر أن لبنان تشكل لها قلقا وتهديدا مركزيا تعمل عليه وهي تختبئ خلف الجدران وتعبر عن مخاوفها على الجبهة الداخلية، وهي تعمل حساب الكهرباء والنفط والغاز والمستعمرات لأنها تعرف أن في مقابلها عدو قوي وجدي.
وبيّن: من العام ۲۰۰٦ يراقبون قوة المقاومة وكانوا يراقبوننا في سوريا إلى أن وصل الأمر إلى وضع خطط دفاعية في شمال اسرائيل لمواجهة إحتمال تحرير الجليل، حيث يقول ضابط كبير قبل أيام أن حزب الله هو الجيش الأقوى في الشرق الأوسط بعد الجيش الاسرائيلي، أنا لا أوافق على هذا التقييم لكن هذا يعبر عن نظرة الاسرائيلي لهذه المقاومة التي أراد سحقها في العام ۲۰۰٦.
وأشار الى ان المقاومة اليوم في لبنان في ما تمتلك من سلاح وعتاد وامكانات وقدرة وخبرات وتجارب ومن ايمان عازم وشجاعة هي أقوى من أي زمان مضى منذ إنطلاقتها في هذه المنطقة.
وأوضح: نحن لسنا أقوى جيش في المنطقة بعد الجيش الاسرائيلي لكن حزب الله أقوى من الجيش الاسرائيلي لأن المسألة ليست مسألة إمكانات، بل أقوى إيماننا بحقنا من إيمانكم في قضيتكم الباطلة ونحن اليوم أكثر ثقة وتوكل على ربنا أكثر من أي زمن مضى وبوعده للنصر للمجاهدين وهذا الصدق والايمان والصبر اليوم موجود أكثر من السابق.
وتطرق نصر الله الى الموضوع السوري، فقال: أرادوا إسقاط سوريا لو سقطت المقاومة في العام ۲۰۰٦، في ۷ سنوات الماضية كان الهدف إسقاط سوريا بطريقة أخرى، اسرائيل شريك كامل في الحرب على سوريا اليوم، وهي أمنت كل الدعم الازم للجماعات المسلحة في الجنوب السوري وصولا إلى التدخل العسكري لنصرة هذه الجماعات وكل المسؤوليين كانوا يقولون أن مصلحة اسرائيل ذهاب النظام السوري.
واضاف: كان يأمل الاسرائيلي أن تصبح دمشق عاصمة صديقة لكن اليوم كل أماله ذهبت أدراج الريح، لا العالم جاهز لمنحه الجولان بل العالم اليوم يقف في الصف للحديث مع السوريين لأنهم خائفون، كان لديهم آمال بسقوط الدولة لن تسقط، كان لديهم آمال بانهيار الجيش السوري وليبرمان يقول أن الجيش سيعود قويا أكثر من أي زمان مضى، وجود حزب الله وايران فشل لاسرائيل، ونتانياهو معركته اليوم هي أن لا تبقى ايران في سوريا ولا يبقى حزب الله في سوريا، ومن الوقاحة أن اسرائيل المهزومة تريد فرض الشروط على من؟ على سوريا المنتصرة أو على حزب الله أو على إيران؟
وأردف: ان الكثير من الضغوط على الدولة اللبنانية لتسوية موضوع الحدود البرية والبحرية لمصلحة إسرائيل، لكن زمن فرض إسرائيل شروطها على سوريا أو لبنان انتهى وهذا الكلام ثبتته الوقائع على مدى عشرات السنين.
وأشاد نصر الله بصمود غزة المحاصرة، وقال: اسرائيل التي يريدون أن يقنعونا بأنها قوية أمام مأزق في غزة المحاصرة والمتروكة من العالم لأن غزة صامدة وعلى قلب رجل واحد وتقدم التحضيات في كل يوم.
وانتقد الامين العام لحزب الله، السياسات الامريكية والسعودية في المنطقة، قائلا: مع مجيء ترامب في أمريكا ومحمد بن سلمان إلى السلطة ركبوا مسودة صفقة القرن وأفضل ما يمكن أن تحلم به اسرائيل في يوم من الأيام هو أن تتحقق هذه الصفقة... البعض خلال عامين يريد أن يفرض على شعوب منطقتنا أن هذه الصفقة قدر لا مفر منه، لكن من قال ذلك؟ دائما كانوا يأتون ليقولوا أن هذا قدر لا مفر منه لكن الحقيقة غير ذلك.
وأوضح: الأمر يعود إلى رفض الفلسطيني بالإجماع هذه الصفقة، لا يوجد في فلسطين قائد يمكن أن يتحمل توقيع على صفقة تجعل القدس عاصمة لاسرائيل كانوا يراهنون بترغيب أو ترهيب الفلسطينيين يمكن أن يبادر أحد على التوقيع، صمود محور المقاومة وانتصار إيران والعراق وسوريا وصمود اليمن فضلا عن الواقع القائم على لبنان.
ولفت الى ان أمريكا وفضلا عن ازماتها، فإنها تعاني من مشاكلها حتى مع أصدقائها وحلفائها، فضلا عن روسيا والصين، بالإضافة إلى تراجع المحور الإقليمي الذي تقوده السعودية في المنطقة، لأن هذا المحور فشل في سوريا وفي العراق وفي دفع العالم لمحاصرة إيران وفرض العقوبات مع ترامب وفشل في حربه على اليمن، اليوم أقول من الضاحية إلى ضحيان في صعدة في اليمن، الذي قتلكم هو الذي قتل أطفالنا في قانا ولبنان وهو الذي سفك دماؤنا في لبنان، كما انتصرت دماء أطفالنا ونساؤنا في لبنان ستنتصر دماء أطفالكم ونسائكم في اليمن.
وأضاف: ان السعودية تتدخل وتقاتل في سوريا والعراق وفي الشأن اللبناني بالتفاصيل وكانت تحتجز في يوم من الأيام رئيس حكومتنا في حين أنها ترفض تدخل كندا... ان المحور الذي تقوده السعودية يتراجع وصورة السعودية اليوم في العالمين العربي والاسلامي في ذهن العالم مملكة الذين يهددون العالم... إن تراجع السعودية عن تأييد صفقة القرن يعود إلى أنها أدركت أنها إنتحار.
ولفت نصر الله الى انهم ادركوا ان الحروب لن تؤدي الى نتيجة، وبقي لهم امر واحد فقط، مضيفا: اليوم يعملون على العقوبات، ايران هي قاعدة القوة الأساسية في محور المقاومة، إيران وقفت مع سوريا ومع العراق في مواجهة الجماعات التكفيرية، وإيران وقفت مع لبنان ومع فلسطين، وايران موقفها واضح مما يجري في اليمن والمنطقة، عقوبات على أمل أن تؤدي إلى وضع إجتماعي وإقتصادي يدفع الشعب إلى إسقاط النظام مما يؤدي إلى إضعاف كل المحور.
وشدد على ان ايران اليوم أقوى من أي زمن مضى بل هي القوة الأولى ولن يستطيعوا أن يسموا قوتها بسوء، والنظام قوي وثابت يحميه شعبه ومن يرتب الأمال لا يعرفون الشعب الايراني ولم يعرفوه خلال ٤۰ سنة ولا يعرفون المسؤولون في إيران، وان كل الحماقات التي أرتكبتها الادارات الأمريكية أدت إلى أن تزداد قوة إيران.
وأردف السيد نصر الله بالقول: ان العبرة من كل ما هذا في ۱٤ آب/ اغسطس ۲۰۱۸، يا شعوب المقاومة كنا أقوياء وأصبحنا أقوى ولا أحد يتصور أنه في إدخالنا في أزمة صغيرة يستطيع أن يمس بروحنا وعزمنا، وأمريكا التي فشلت في مشاريعها وخططها هي أعجز عن أن تشن حروبا كتلك التي شنتها في الماضي واسرائيل كذلك الأمر، ونحن اليوم مع انتصار العراق وقرب الانتصار في سوريا ومع الصمود في اليمن وثبات القيادة والشعب في إيران نحن أقوى من أي وقت مضى.