وقال سماحته في خطابه المركزيّ بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لـ "ثورة 14 فبراير" أنّ شعب البحرين له إنسانيّته وكرامته وعزّته ودينه وهو حريصٌ على استرجاع حريّته كما أنّ له ضروراته وحاجاته ومطالبه البدنيّة والماديّة.
وشدّد آية الله قاسم على أنّه يجب على كلّ مسلمٍ غيورٍ في البحرين وفي غير البحرين من البلاد الإسلاميّة وغيرها الوقوف أمام السياسة الظالمة التي تُريد للأمّة أن تكون جُزءًا من إسرائيل، لافتًا إلى أنّه في كلّ يوم يشهد العالم تمكينًا جديدًا لهذا الكيان الساقط يتمُّ على أرض البحرين ويُقرِّب احتلالها الكامل على حدّ احتلال فلسطين، معتبرًا إقامة ضابطٌ كبير من ضبّاط الجيش الإسرائيليّ ليُدير الحركة الاستعمارية الغازية من البحرين من قِبل هذا الكيان عن قُربٍ وتوجيه مباشر هو بداية احتلال كامل.
وخاطب فئات الشعب البحريني، وفصائل المعارضة فيه قائلا: لابد لنا أن نعلم بأن العلاقة بين الإنتصار للأنا -أعني الأنا الشخصية والأنا الحزبية وكلّما شابههما من فصائل الأنا في رغباتها الدنيوية... من خضع للأنا، من قدم الأنا في رغباتها الدنيوية وطموحاتها على حساب الغير، وبين الإنتصار المبدئي والقضايا الكبرى التي تؤطّر مصالح المجتمع والقيم المعنوية الخالدة...بين الأنا، تقديم الأنا وتقديم العزة والكرامة الأحكام الإلهية، وقضية الإنتصار للأمّة وللشعب، بينهما تعاكساً شديداً جدّاً، وهو تعاكس من أشد التعاكس والمردود لتغريب الأنا في ضيقها الخانق، هي خسارة حتمية للمجتمع.
واوضح : إذا كان المجتمع المُتحرّك على طريق المطالب صغيرةٍ أو كبيرة، إذا كان يريد لنفسه أن يسجّل على نفسه أكبر الخسائر، والخسائر الحتمية؛ فليُقدم الأنا الشخصية أو الحزبية وأي أنا معاكسةً لهذا الطموح، ليجِد الخسارة الكبرى...أما من يريد نجاح المطالب فلينسى متطلبات الأنا، ولتذُب عنده متطلبات الأنا في متطلبات المجتمع والحركة العامة التي تعود بجدواها على الجميع.
وطالب الشعب البحريني : ليمضي تحرككم قوياً رشيداً بروح المجتمع الواحد والنفس الواحدة، وحساب المصلحة الموحدة، والحاضر المشترك والمصير المشترك...وأن تكونوا رأيا واحداً ما استطعتم، لا ألف رأي فتفتحوا على أنفسكم آلافاً من الثغرات التي تكلفكم أفدح الخسائر، لافتا الى ان طريقكم إلى النصر واحد؛ هو طريق الوحدة، طريق البناء المرصوص، الصف المتين المُتماسك الذي ليست فيه ثغرة ولا منفذٍ لعدو أو مكر شيطان.
واضاف: وابقوا على سلميتكم كما كنتم، وكثفوا جهودكم الجهادية الواعية والنشطة والمتدارسة واطلبوا الرأي الأصوب مما ينتجه تفكيركم المشترك الموضوعي المنطلق من الحاجة إلى الوصول إلى الحل العادل لمشكلات هذا الوطن فيما يتّصل بشأن دينه ودنياه وآخرته، وعزّه وكرامته.
وتابع الشيخ قاسم : شعبنا الأبي الذكي المؤمن الغيور.. عليك وعلى المعارضة الكريمة الصالحة المخلصة لدينها وقيمها وأمّتها، ولك ولمصالحك... عليك أن تجتمع كلمتك معارضة مع المعارضة، الشعب مع الشعب، الشعب مع المعارضة، حتى يؤول الجميع صفّاً واحداً رصيناً، وبناءً متماسكاً بلا ثغرةٍ ولا منفذٍ لأي قوةٍ ظالمة...السياسة الجائرة لها نتيجة؛ نتيجة أن تفرق، أن تبدد، أن تخلق العداوات الشرسة البعيدة عن كلّ القيم، عن الأحكام الإلهية، عن الأعراف العقلائية، عن البعد الإنساني، هذا هو ما تؤدي إليه السياسة الجائرة من نتائج...أمّا إصلاحكم فلمواجهة كل ذلك، للقضاء على العداوات، للقضاء على الظلم، للقضاء على الذل، على الهوان، على التخلف، على الجهل، عن كل ما يحط من قدر الإنسان، وعلى كل ما يضعف كيان المجتمع.