وبدأ فرع المعلومات منذ أربعة أسابيع، العملية الأمنية، بعد التنسيق مع النيابة العامة التمييزية وقيادة قوى الأمن الداخلي. ورغم العدد الكبير المشتبه فيهم بالتعامل مع المخابرات الإسرائيلية، إلا أن العملية أحيطت بسرية غير مسبوقة عبر الإجابة عن أسئلة المراجعين بشأن أسباب التوقيفات بأنها حصلت على خلفية ملفات تزوير ومخدرات.
قبل خمسة أسابيع تقريبا، أبلغ ضابط متخصص قيادة الفرع عثوره على إشارة تشير إلى عمل ذي بعد أمني. المتابعة اللصيقة للمشتبه فيه، بينت وجود صلة واضحة له الجانب الإسرائيلي.
وبدأ الفرع أكبر عملية أمنية ضد التجسس الإسرائيلي، وتمكن خلال أربعة أسابيع من وضع يده على ملفات تتعلق بالعشرات من المشتبه في تورطهم بمد إسرائيل، مباشرة أو بصورة غير مباشرة، وبعلم أو من دون علم مسبق، بمعطيات تتعلق بأهدافه لا تنحصر فقط بجمع معطيات عن المقاومة ومراكزها، بل بعملية مسح شاملة تشمل أيضاً قوى المقاومة الفلسطينية الموجودة في لبنان، ولا سيما حركة حماس.
وأظهر التوسع في التحقيقات مفاجآت كثيرة، منها: اكتشف فرع المعلومات وجود اختراق للعدو داخل الفرع نفسه، وفي موقع شديد القرب من قيادته. وتبين من التحقيق مع المشتبه فيه أن هدف الاختراق جمع معطيات مما يسمعه بحكم موقعه، وتحديد هويات ضباط في الفرع والأدوار التي يقومون بها.
كما تبين وجود خرق في حزب الله تمثل في تجنيد أحد عناصر التعبئة في الحزب (وهو من بلدة جنوبية) شارك في مهام في سورية. وقد أوقف جهاز أمن المقاومة المشتبه فيه، وتبين بالتحقيق معه أنه جند بواسطة منظمة ادعت أنها تعمل لمصلحة الأمم المتحدة، وتقوم بأعمال إحصاء ودراسات واستطلاع رأي.
كما تم اكتشاف مشتبه فيه سوري موجود في دمشق، نسق جهاز أمن المقاومة مع الأجهزة الأمنية السورية لتوقيفه. وقد أقر بأنه كان يعمل على رصد مقار مدنية وعسكرية وتجارية، ويوفّر خرائط طرقات ومبان في العاصمة السورية، من دون أن يعرف الهدف من وراء جمع هذه المعلومات.
وتبين أن الجانب الإسرائيلي تمكن من اختراق عدد من العاملين في منظمات وجمعيات غير حكومية وتجنيدهم لجمع معطيات عن الوضعين السياسي والاجتماعي، ومعلومات عن عقارات ومنازل في الضاحية الجنوبية وفي الجنوب، إضافة إلى معلومات تقليدية عن مراكز لحزب الله وبعض مراكز الجيش، ومعلومات عن أفراد في حزب الله والاستفسار عن علاقات لأشخاص مع أفراد ومسؤولين في الحزب.
واكتشاف وجود عمل مركز على مجموعات حركة حماس في مخيمات لبنان، مع طلب المشغلين رصد قدوم أشخاص فلسطينيين من خارج المخيمات إليها، ورصد بعض الأمكنة التي يمكن أن تكون مخصصة للاستخدام العسكري.
ويركز التحقيق على صلة المشتبه فيهم، حيث تم توقيف أحد المتصلين بحماس بانفجار مخيم البرج الشمالي في 11 كانون الأول الماضي.
وبين الموقوفين مهندسو اتصالات طلب من أحدهم التخطيط لتأسيس مراكز اتصالات في بيروت.