وقال لافروف، في كلمة ألقاها أمام مجلس الدوما الروسي اليوم الأربعاء: "يضاعف الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون الذين نسوا الثقافة الدبلوماسية بشكل ملموس، في الآونة الأخيرة جهودهم الرامية إلى ردع دولتنا، وبالإضافة إلى عقوبات أحادية الجانب غير قانونية، يكثفون الضغط العسكري والسياسي على روسيا".
ولفت الوزير في هذا الصدد إلى إجراء دول الغرب مناورات عسكرية "استفزازية بدرجة متزايدة" قرب حدود روسيا، واتهم الغرب بـ"جر النظام الأوكراني إلى مدار حلف الناتو" وإمداده بأسلحة فتاكة و"تحريضه على تدبير استفزازات مباشرة ضد روسيا".
وشدد لافروف على أن المطالب الغربية لروسيا بوقف إجراء تدريبات عسكرية داخل حدودها تبدو "وقحة تماما في هذا السياق"، مؤكدا أن إجراء هذه المناورات يمثل حقا مشروعا لموسكو.
وقال عميد الدبلوماسية الروسية إن "ازدواجية معايير الغرب في هذه المسألة تتجاوز كل الحدود"، مشيرا إلى أن موسكو "للأسف اعتادت ذلك منذ وقت طويل".
وتابع: "بطبيعة الحال لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا الوضع الذي يتناقض مع مبدأ الأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة المنصوص عليه في طيف من الوثائق الدولية".
وأكد لافروف أن روسيا تنتظر من الولايات المتحدة وحلف الناتو ردا على مبادرتها الخاصة بالضمانات الأمنية، مضيفا أن وزارة الخارجية الروسية بالتعاون مع جهات مختصة أخرى ستعمل، بناء على مضمون الرد الغربي، على إعداد مقترحات للرئيس فلاديمير بوتين بخصوص الخطوات المستقبلية الممكن اتخاذها.
وشدد الوزير على أن روسيا لن تسمح للغرب بعرقلة هذه المسألة من خلال "التشاور إلى ما لا نهاية"، وقال: "إذا لم يكن هناك رد بناء وواصل الغرب نهجه التخريبي، فإن موسكو ستتخذ إجراءات رد لازمة، كما سبق أن أكده الرئيس مرارا".
وتابع: "على أي حال، يجب أن ينطلق الجميع من أن أمن روسيا ومواطنيها تمثل أولوية مطلقة وسيتم ضمانه بشكل وثيق مهما كانت الظروف".
وأعرب لافروف عن قناعة موسكو الثابتة بغياب أي بديل عن تطبيق اتفاقات مينسك لتسوية النزاع في جنوب شرقي أوكرانيا، محذرا من أن روسيا ستستمر في التصدي بشدة لمحاولات إلقاء اللوم عليها في عدم إحراز أي تقدم في تسوية النزاع في منطقة دونباس أو تقديمها على أنها طرف في هذا الصراع.